ميليشيا “قسد” امريكا تخلّت عنا حتى في رواتبَ مقاتلينا.. ونبحثُ مع نظامِ الأسدِ في إقامةِ تحالفٍ جديدٍ لمواجهةِ تركيا
أعلن قائد ميليشيات (قسد)، مظلوم كوباني، أنّ قواته تدرس خيار التحالف مع رأس النظام بشار الأسد، لمواجهة تركيا في حال شنّت معركة عسكرية في شرق الفرات.
وقال كوباني لقناة “NBCNEWS” أمس الاثنين 8 من تشرين الأول، إنّ “إحدى خيارات قسد على الطاولة هي عقد شراكة مع الأسد لمواجهة تركيا”.
وأضاف كوباني أنّه لم يكن يفكر بالشراكة مع الأسد قبل سنوات، داعيًا الشعب الأمريكي للضغط على الرئيس، دونالد ترامب، لمساعدة حلفاء أمريكا.
حيث قال مسؤول كبير في ميليشيا “قسد” إنّ الولايات المتحدة الأمريكية وعدتنا بأنْ تحمينا من التهديدات التركية ولكن لم تفي بوعودها
واضاف الولايات المتحدة غدرت بنا وقطعت عنا الدعم المادي، والآن نحن في مأزق سنجد صعوبات في تأمين معاشات للمقاتلين في صفوفنا وربّما لن نتمكّن من تأمينها
ويأتي ذلك في ظلّ عزم تركيا على شنّ عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شرق الفرات، بحسب ما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان، أمس.
وأعطت الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، الضوء الأخضر لتركيا لبدء العملية عبر بيان للبيت الأبيض أكّد فيه أنّ تركيا ستمضي قدمًا في العملية المخطّط لها منذ فترة، لكن القوات الأمريكية لن تشارك بالعملية.
وكانت المفاوضات بدأت بين “قسد” ونظام الاسد عقب إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من شرق سوريا، أواخر العام الماضي، لكنّ“مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) أكّد، في كانون الثاني الماضي، أنّ المحادثات مع نظام الأسد “لم تأتِ بنتيجة”.
ووضعت “قسد” شرطين حينها من أجل التفاوض مع النظام، الأول “الحوار مع الحكومة المركزية على وحدة أراضي سوريا، والثاني قبول (قسد) وقيام حكومة ذاتية”، بحسب ما قال كوباني في مقابلة مع وكالة “هاوار” اليوم، 15 من آب.
وقال كوباني حينها إنّه “منذ فترة طويلة اللقاءات تتواصل مع نظام الأسد، حتى الآن لم يُقْدمْ النظام على خطوات ملموسة باتجاه الحلّ، الشيء الجيد أنّنا والنظام لسنا في حالة حرب، بيننا لقاءات وستتواصل”.
وفي أول تعليق من نظام الأسد على تخلّي أمريكا عن حليفها، قال نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد: إنّ “كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأسعار سيجد أنّه سيرمى به خارج التاريخ من يرتمي بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيدًا عنه، وهذا ما حصل”.
ووجّه المقداد، بحسب صحيفة “الوطن” المقرّبة من النظام رسالة إلى “قسد”، بالقول “خسروا كلّ شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، وفي النهاية الوطن يرحّب بكل أبنائه، ونحن نريد أنْ نحلّ كلّ المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبطريقة بعيدة عن العنف لكن بطريقة تحافظ على كلّ ذرة تراب من أرض سورية” على حدِّ وصفه.