نازحونَ سوريونَ يؤكّدونَ أنَّ التعايشَ مع نظامِ الأسدِ “مستحيلٌ”

أكّد نازحون في الشمال السوري المحرّر، استحالةَ التعايش مع نظام الأسد ومؤسساتِه الأمنيّة، واستنكروا “بشدّة” أيَّ جهود دولية أو إقليمية، حول دفعِ المعارضة والنظام إلى التقاربِ والمصالحة، ويستنكرون أيضاً أيَّ توجّه دولي يفضي إلى بقاءِ رأس نظام الأسد، بذرائعَ عدّة وعلى رأسها حمايتُه للأقليات، وقدرتُه على ضبطِ المؤسسات المدنيّة والعسكريّة والأمنيّة في البلاد.

ونقلت صحيفةُ “الشرق الأوسط” في تقريرٍ لها اليوم الاثنين، عن أحدِ النازحين من ريف دمشق وهو مقيمٌ في مخيّمات أطمة شمالي إدلب، تأكيدَه أنَّ نظامَ الأسد لا يمكن العيشُ معه بتاتاً بعدما نكّل بهم وقتل أبناءهم وأطفالهم ونهبَ ممتلكاتهم.

ولفت النازحُ إلى أنَّه “يستحيلُ على كلِّ سوري في مناطق الشمال السوري التعايشُ مجدداً مع نظام الأسد ومؤسساتِه الأمنيةِ والعسكرية التي دمّرت بلادنا وقتلتْ أطفالنا، واغتصبَ عناصرُها نساءَنا أمام أعيننا، فضلاً عن مشاهدتنا أبشعَ المجارز التي اقترفها جنودُ النظام على مرَّ 6 سنوات من العمليات العسكرية والمداهماتِ لأحيائنا ومدننا بريف دمشق”.

وشدّد على أنَّ “العيشَ في الخيام دونَ كهرباءٍ وماءٍ وطعامٍ كافٍ أفضلُ بكثير من العيش تحت رحمة الشبيحة والميليشيات الطائفية التي لا ترحم أيَّ مواطنٍ سوري، ونفضّلُ الموتَ في المخيّمات جوعاً ومرضاً على الموت المحقّقِ في أقبية أجهزة المخابرات التابعةِ للنظام فيما لو عدنا لمناطقنا، مع بقاء نظام الأسد ومخابراته”.

كما نقل تقريرُ الصحيفة عن نازحةٍ من مدينة خان شيخون جنوبَ إدلب وتعيشُ في مخيّم دير حسان شمالَ إدلب، قولها، “إنَّها لن ولم تنسَ ذلك المنظرَ لطفلها ذي التاسعة من عمره، وهو يصارع الموتَ خنقاً بغاز السارين الذي استخدمته قواتُ الأسد في قصفِ مدينة خان شيخون جنوبَ إدلب في فجر 4نيسان 2017، وأدّى إلى مقتله ومقتلِ أكثرَ من 100 مدنيّ بينهم عشراتُ الأطفال حينها”.

وأكّدت النازحةُ أنَّ هذه “المأساةَ عدا المآسي التي لا تعدُّ ولا تحصى تسبّب بها نظامُ الأسد، كانت كفيلةً بتشكيل القناعة في أذهاننا أنَّه لا يمكن بأيّ شكلٍ من الأشكال العودةُ والتعايش مع هذا النظام المجرم طالما بقي حاكماً للبلاد، بل عارٌ على المجتمع الدولي تركُه دون محاكمة عادلة تقتصُّ لكلِّ الأمهات السوريات اللواتي فقدنَ أطفالهن، إما بقصف جوّي وبرّي أو بسواطير الشبيحة أو بغاز السارين”.

من جهته، قال القيادي في فصائل الثورة السورية، العقيد مصطفى بكور، إنَ “الأحرارَ السوريين في المناطق المحرّرة لا يمكنهم التعايشُ بأيِّ شكلٍ من الأشكال مع نظام الأسد أو مكوّنات المجتمع الذي دعمَه أيَّاً كان شكلُ المصالحة أو الحلُ السياسي”.

وأكّد “بكور” على أنَّ “إسقاطَ نظام الأسد وما يتبعه من الإفراج عن المعتقلين وعودةَ المهجّرين ومحاكمة المجرمين، يعتبر الحلُّ الوحيد الذي يضمن وحدة سوريا أرضاً وشعباً في ظلِّ بيئة من الاستقرار والأمن وسيادة القانون، التي لا يمكنُ لسلطة امتهنت القتلَ والتهجير والتدميرَ أنْ توفرَها للسوريين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى