نجا من الاعتقالِ… فلجأ إلى ألمانيا وأدلى بشهادتِه في محاكمةِ أنورِ رسلانَ

قام ناجٍ سوري جديد، بإدلاء شهادته في محاكمة الضابط السابق في مخابرات نظام الأسد، أنور رسلان، بمحكمة “كوبلنز العليا” الألمانية.

وخلالَ جلسةٍ عُقدت الخميس الماضي، ونشرَ تفاصيلها “المركز الأوروبي لحقوق الإنسان”، بأنَّ الناجي نسّق مظاهرات مناهضة للحكومة في الرقة، ودعا إلى التظاهر.

وأشار إلى أنَّ المخابرات العسكرية اعتقلته في أيار 2011، وكانت تلك المرَّة الأولى، واحتُجز لعدّة أيام، ثُم اعتُقل مرّة أخرى لمدّة شهرٍ، من قِبل الشرطة الجنائية.

كما اعتقل الشاهد للمرّة الثالثة من قِبل قوات النظام، في أيار 2012، واحتُجز لعدّة أشهر، وأوضح أنّه نُقل إلى الرقة ودير الزور وحمص وأخيراً دمشق.

وسرد الشاهدُ بالتفصيل قصة اعتقاله في فرع “الخطيب” (251)، حيث اقتادته الشرطة العسكرية إلى هناك، مثلَ العديد من المعتقلين الآخرين، واستُقبل بـ “حفلة ترحيب” حيث قام عناصر الشرطة بضربه وترهيبه.

وأضاف الشاهد بأنّه ومعتقلون آخرون أجبروا على تسليم أغراضهم، وأمرهم الحرّاس بخلع ملابسهم والجلوس قرفصاء لتفتيشهم، وتبع ذلك مزيدٌ من الضرب بالهراوات والأدوات الجلدية.

كما أكّد أنّه نُقل إلى زنزانة مساحتها ثلاثة أمتار في خمسة أمتار، وتضم ما يقرب عن 100 معتقلٍ.

ولفت الشاهد إلى أنّه اشتكى رائحة كريهة قوية في المكان، وكان هناك في بعض الأحيان أرز أو بطاطا للأكل، وزجاجة مياه بلاستيكية وحيدة لجميع السجناء.

وبحسب إفادة الشاهد بأنّه رأى إصابات وتورم على زملائه السجناء، وجروحاً في معاصمهم ناتجة عن التعذيب المعروف باسم “الشبح”، حيث يتمُّ تعليقُ السجناء من أيديهم.

وأضاف الشاهد أنّه كان يسمع صراخَ سجناء آخرين طوال ساعات النهار، وقال إنَّ أصوات النساء كانت موجودة أيضاً.

الجدير بالذكر أنَّ الشاهد استدعي مرّتين في “الخطيب”، حيث كانت تُعصب عيناه ثم يتمُّ اقتيادُه إلى غرفة أخرى.

وفي أثناء استجوابه الأول، سأله ضابطان أسئلة عامة عن أنشطته ومشاركته في المظاهرات، وقاموا بضربه على جميع أنحاء جسده.

أما في أثناء الاستجواب الثاني، فقد حضر ضابطا أمن مرّة أخرى في الغرفة، بالإضافة إلى شخص آخر بلهجة ساحلية.

وقام الشخص الثالت بطرح الأسئلة، مما جعل الشاهد يشكُّ في أنَّ الرجل قد يكون هو المشرف، كما تعرّض الشاهدُ للضرب في أثناء هذا الاستجواب.

وأفاد الشاهد إلى فرع “الخطيب” من فرع “فلسطين”، حيث احتُجز ثلاثة أشهر أخرى، وبعد “محاكمة محدّدة سلفاً”، أطلِق سراحُه.

كما شرح الشاهد أنَّ “العنف” الذي تعرّض له طوال فترة اعتقاله في مختلف الفروع ألحق به “ضرراً دائماً”.

كما أنّه قال بأنَّ وصف هذه التجربة بأنها مخيفة لن يكون معتدلاً … بل كان أمراً فظيعاً”.

الجدير بالذكر أنّ الضابطين السابقين، أنور رسلان وإياد الغريب،يحاكمان في ألمانيا، لمسؤوليتهما عن تعذيب معتقلين سوريين وارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية، ومن المقرّر أنْ تستمرَّ المحاكمة، حتى اليوم الاربعاء.

حيث قبلت المحكمة طلب مكتب المدعي العام الاتحادي يوم الأربعاء الماضي بفصل المحاكمة ضدَّ الغريب، ومن المحتمل أنْ يصدر حكم في قضية الغريب، في 24 من الشهر الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى