نظامُ الأسدِ يجدّدُ شروطَهُ التعجيزيّةَ .. فشلُ التوصّلِ لاتفاقٍ جديدٍ في درعا واستمرارُ وصولِ التعزيزاتِ العسكريةِ

فشلت لجانُ التفاوض في درعا في التوصّل لاتفاق جديد مع نظام الأسد، بعد فشلِ الاتفاق الذي أعلِن عنه مؤخّراً، وسطَ تضارب المواقف حول السبب في فشله، كما وصلت إلى محافظة درعا تعزيزات جديدة لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية.

وأمس الأربعاء 25 آب، أفادت مصادرُ محليّة بانعقاد اجتماع بين الوفد الروسي وممثلين عن لجنة التفاوض في مدينة درعا بعد دعوةٍ من الروس لاستئناف المباحثات حول درعا.

إلا أنَّ لجان التفاوض واللجنة الأمنية التابعة للنظام فشلوا مجدّداً بالتوصّل لاتفاقٍ بخصوص الأحياء المحاصرة في مدينة درعا، بسبب إصرار نظام الأسد مجدّداً على تسليم السلاح، والقيام بعمليات تفتيش، ووضع نقاطٍ عسكرية داخل الأحياء.

جاء ذلك بعد فشلِ الاتفاق الذي أعلن عنه قبل يومين وهجّر بموجبه عددٌ من المعارضين للشمال السوري، وسطَ تضارب المواقف حول السبب في فشله.

وقالت لجنة التفاوض على لسان ناطقها الرسمي المحامي “عدنان المسالمة”، إنَّ الاتفاق الذي أُبرم مع الروس ونظام الأسد انهار بسبب رفض شخصين من المطلوبين الخروجَ في حافلة التهجير من درعا.

وأوضح المسالمة عبرَ حسابه الشخصي على موقع “فيس بوك”، أنَّ الأطراف كانت بصدد الاتفاق على حلٍّ للأزمة الحالية في درعا، بخروج مطلوبين بينهم اثنان يتهمهما نظام الأسد بتشكيل “مجموعة غير منضبطة”، إلا أنَّهما لم يخرجا بعد موافقتهما على ذلك في وقت سابق.

والمعارضان اللذان تتّهمهما اللجنة بعرقلة الاتفاق، هما “مؤيد حرفوش” و”محمد المسالمة” كانا يقاتلان في صفوف فصائل تابعة للجبهة الجنوبية قبل سيطرة نظام الأسد على درعا عام 2018.

ويتّهم نظامُ الأسد المسالمة وحرفوش بالارتباط بتنظيم “داعش”، وهو ما ينفيه الطرف الآخر ويعتبره ذريعة لتبرير الحصار والهجوم على مدينة درعا.

في المقابل، أوضح محمد المسالمة في تسجيل صوتي نشره عبرَ حسابه الشخصي على موقع “فيس بوك”، إنَّه اشترط في اتفاقه مع لجنة التفاوض بالمدينة، انسحاب الفرقة الرابعة والميليشيات الأجنبية من المحور الجنوبي للمدينة قبل خروجه برفقة مؤيد الحرفوش في حافلة التهجير.

ونفى المسالمة، مسؤوليتَه عن انهيار الاتفاق في المدينة معتبراً أنَّ الفرقة الرابعة والميليشيات هي المسؤولة عن ذلك ولم تنفَّذ أيُّ عملية انسحاب من محاور المدينة، كما نفى الاتهامات الموجَّهة له بالارتباط بتنظيم “داعش”.

من جانب آخر قالت المصادر إنَّ تعزيزات عسكرية وصلت اليوم إلى مواقع عدّة في ريف درعا الغربي من بينها دبابات وآليات عسكرية تابعة للفرقة 15 بقوات الأسد.

ووفقاً للمصادر فقد تمركزت مدرعاتٌ وآليات عند حاجز السرو العسكري على الطريق الواصل بين مدينتي درعا وطفس، كما نصبت قواتُ الأسد مدافع هاون في ثلاثة مواقع جنوب مدينة طفس وعلى أطراف ضاحية درعا.

ويستمر وصولُ التعزيزات العسكرية إلى المحافظة، وسطَ مخاوف من هجوم محتمَلٍ لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية على الأحياء المحاصرة في مدينة درعا ومناطق في الريف الغربي.

ويوم الثلاثاء 24 آب خرجت مجموعة من المعارضين بينهم منشقّون عن قوات الأسد من درعا إلى ريف حلب شمال سوريا عبر حافلة رافقتها الشرطة العسكرية الروسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى