نظامُ الأسدِ يحاصرُ حيَّ “الرملِ الجنوبي” في اللاذقيةِ ويهدمُ عشراتِ المنازلِ

هدم نظام الأسد عشرات الأبنية في حي “الرمل الجنوبي” بمدينة اللاذقية، بعد صدورِ قرار من المحافظة يتعلّق بذلك، ساهمت بإصداره شخصيات وشركات تعمل لمصلحة عائلة الأسد.

ونقلت “زمان الوصل” عن مصادر محلية تأكيدها أنّ نظام الأسد هدم عشرات “الشاليهات” في الحي دون سابقِ إنذار، ورمي عشرات العائلات النازحة مع أطفالهم في الشارع دون تأمين سكن بديل لهم.

وقالت إحدى النازحات المقيمات إحدى “الشاليهات” إنّهم “فوجئوا صباح الأربعاء الماضي بوصول قوةٍ من شرطة البلدية مع الجرّافات والرافعات إلى المنطقة، وإجبارهم على الخروج من منازلهم دون إنذار سابق بالتعاون مع قسم شرطة شاليهات الرمل الجنوبي”.

وأضافت: “زوجي مازال يخدم في قوات الأسد بصفة احتياطي منذ 5 سنوات ولا مكانٌ لنا نأوي إليه، ولا نملك الإمكانية المادية للاستئجار في المدينة، ولا نستطيع العودة إلى قريتنا في محافظة إدلب”.

ومن جهته عبّر الشاب “خالد” عن استيائه من هدم “الشاليهات” وهو يملك إحداها، بقوله: “أنا امتلك إحدى الأبنية التي تعرّضت للهدم، وهو مرخّص ومنظّم من قبل بلدية محافظة اللاذقية منذ عشرات السنوات، ومسجّلة باسمي في الدوائر العقارية ولا توجد أيُّة مخالفة”.

وأضاف: سمعنا منذ فترة أنّ المنطقة مهدّدة بالهدم نظراً لإعادة تنظيمها واستغلالها بشكلٍ سياحي أكثر منفعة، بناءً على مخطط جديد تمّ وضعُه للمنطقة، وأنّه سوف يتمُّ التعاقدُ مع شركات تابعة للاحتلالين الإيراني والروسي من أجل استثمار المنطقة لمدّة 50 عاماً قادمة.

وأكّد أنّ استهداف هذه المنطقة بالهدم يهدف إلى تطويق حي “الرمل الجنوبي” المعارض لنظام الأسد، والذي شهد مجزرة ارتكبتها قواته عام 2011، وغالبية سكانه من الطائفة المعارضة للنظام، ومعظم شبابه من المقاتلين ضدّه في جبلي الأكراد والتركمان من ريف اللاذقية وإدلب و”درع الفرات”.

ويقع حي “الرمل الجنوبي” في الجهة الجنوبية من مدينة اللاذقية، وهو البقعة الوحيدة التي تتمتع بوجود شاطئ رملي طويل قابل للسياحة، ترتاده آلاف العائلات صيفاً من كافة أنحاء سوريا من أجل السباحة المجانية أو بأسعار منخفضة، مقارنةً مع الشاطئ الأزرق الذي تسيطر عليه مجموعات موالية لنظام الأسد، وتمتلكه شركات يعود ريعُها في النهاية إلى مقرّبين من عائلة الأسد والقصر الجمهوري.

ويقع جنوب الحي منطقة منظّمة فيها “شاليهات” قابلة للسكن والاستثمار السياحي خلال فصل الصيف وبأسعار رمزية، أصبحت مسكناً لمئات العائلات الموالية والنازحة من المحافظات السورية وخاصة حماة وإدلب وحلب.

وكانت محافظة اللاذقية تعاقدت في الآونة الأخيرة مع مجموعة من التجار وشركتين سياحيتين خاصتين لإعادة بناء واستثمار شاطئ “الرمل الجنوبي” وبناءِ منتجعات سياحيةٍ و”شاليهات” حديثة بالتعاون مع شركات الاحتلالين الإيراني والروسي.

وشدّد مصدر مطلع لـ”زمان الوصل” أنّ ولاء هذه الشخصيات هو بالمطلق لعائلة الأسد، وتمّ توزيعُ الاستثمار بينهم، وتقسيمُ الاستثمار بين الاحتلالين الروسي والإيراني، موضحاً أنّ قسماً منها يعمل لمصلحة شركات إيرانية وبعضها يتعاقد لمصلحة شركات روسية سياحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى