نظامُ الأسدِ يستخدمُ سلاحَ الخبزِ لإخضاعِ أهالي أحياءِ درعا المحاصرةِ وتقريرٌ حقوقيٌّ يوثّقُ انتهاكاتِ قواتِ الأسدِ

حذّرت مصادرُ في درعا من أنَّ نظام الأسد يتعمّد إحكامَ حصارِه على المدنيين في درعا البلد وقطعَ الطحين والخبز وسط شحٍّ كبيرٍ في المواد الغذائية المتبقية لدى الأهالي.

ونقل “تجمع أحرار حوران” عن مصادر قولها، إنَّ هناك بعض العائلات تخبز ما تبقى لديها من مادة الطحين بطريقة تقليدية حيث تستخدم الحطب أو بقايا الورق و الكرتون نتيجة لانقطاع مادة الغاز منذ بداية الحصار، وما وصلت إليه من ارتفاع في سعر جرّة الغاز، التي تجاوزت عتبةَ 100 ألفِ ليرةٍ سورية في درعا البلد.

وأضافت المصادر أنَّ الأفران الخاصة التي كانت تبيع الخبز السياحي، أغلقت أبوابها، في وقتٍ يتمكّن فيه البعضُ من إدخال عددٍ من ربطات الخبز السياحي، الذي تصادر أكثرَ من نصفه قواتُ الأسد المتمركزة على الحواجز المحيطة.

كما يزيد انقطاعُ الطحين من المحال التجارية الطين بلّة، بسبب إغلاقها أو نقلِ البضائع إلى درعا المحطة بسبب الحملة العسكرية على درعا، خشيةَ حملات التعفيش التي يقوم بها عناصرُ “الفرقة الرابعة”.

وأشارت المصادر، أنَّ المبادرات الإنسانية التي قد تساعد في تحسين الوضع المعيشي للسكان “منعدمةٌ”، وسطَ غيابٍ تامٍ للمنظّمات الإنسانية.

وفي السياق، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس الاثنين تقريراً حول درعا قالت فيه، إنَّ نظام الأسد ينتقمُ من محافظة درعا لرفضها السلمي الحضاري لانتخاباته الرئاسية عبرَ الحصار والقصف والقتل والاعتقالات التعسفية لإنهاء حرية الرأي والتعبير وتحقيق السيطرة المطلقة.

وأشار التقرير إلى أنَّ نظام الأسد بعد رفضِ لجنة المفاوضات مطالبَه أغلق الطرق المؤدّية إلى أحياء درعا البلد وحي طريق السد ومخيمي اللاجئين الفلسطينيين والنازحين من الجولان، ولم يتبقَ سوى طريق جسر سجنة، الذي يصل بين درعا المحطة ودرعا البلد، والذي تتمركز عليه ثلاثةُ حواجز عسكرية تقوم بعمليات تفتيش شديدة على المارّة.

وبحسب التقرير فإنَّ عملية إغلاقِ الطرق تلاها مسار تصعيدي خطير، حيث استقدمت قواتُ الأسد تعزيزاتٍ عسكرية وهدَّدت بعملية عسكرية ضخمة.

واستعرض التقرير كيف نفّذت مجموعات عسكرية من الفرقتين الرابعة والتاسعة التابعتين لقوات الأسد والمدعومتين من إيران خرقاً واضحاً للاتفاق الذي توصّل إليه الطرفان في 24 تموز الفائت، حيث اقتحمتا منطقة الشياح في السهول الجنوبية لمنطقة درعا البلد في مدينة درعا، ومنطقة غرز في القسم الشرقي من المدينة.

أورد التقرير حصيلةَ أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأسد منذ 23 حزيران حتى 9 آب، حيث سُجل مقتل 11 مدنياً بينهم 5 أطفالٍ و سيّدتان في قرية اليادودة بريف درعا الغربي، واعتقال ما لا يقلُّ عن 104 أشخاص بينهم طفلان وسيّدتان، ونزوح ما لا يقلُّ عن 35 ألفَ شخصٍ من أحياء درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا إلى أحياء درعا المحطة، ونفَّذت قواتُ الأسد هجومين على مساجدَ في مدينة درعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى