نظامُ الأسدِ يعتقلُ عائلاتٍ بأكملِها عادتْ من تركيا إلى مناطقِ سيطرتِه
أفادت مصادرُ إعلاميّة بأنَّ نظام الأسد اعتقل عائلاتٍ عاد أفرادها من تركيا إلى منازلهم في أحياء مدينةِ حلب، بعد تقديم ضماناتٍ من قبل مخاتير الأحياء بعدمِ التعرّض لهم.
وذكر موقع “عنب بلدي” أنَّ نظامَ الأسد اعتقل خلال الشهرين الماضيين نحو 23 عائلةً، بعدَ عودة أفرادها من تركيا أو من مناطق سيطرة المعارضة أو قادمينَ من مناطق سيطرة ميليشيا “قسدٍ”، موضِّحاً أنَّ الاعتقالات تركّزت يومي 21 و 22 من شهر تشرين الثاني الحالي.
ونقل الموقعُ عن “محمد” وهو أحدُ السكان في حلب، قوله، إنَّ قوات الأسد اعتقلت عائلةَ أحدِ أقاربه بعد عودتِها من تركيا إلى منزلها الواقع في حي طريق الباب شرقي حلب، بتهمةِ إقامتهم في تركيا، وذلك بعد يومين من اعتقالِ عائلتين في حي الصاخور بحلب، بعد توجيه التهمةِ ذاتِها لهم.
مبيّناً أنَّه حصل على إذنٍ من مختار الحي الذي وعدَ بعدم اعتقالهم، وأنَّ عودتَهم إلى منزلهم ستكون آمنةً، إلا أنَّ فرعَ أمن الدولة اعتقل أقاربَه البالغَ عددُهم خمسةَ أشخاص بينهم امرأتان، وعند سؤاله عن سبب الاعتقال، تمَّ إعلامُه أنَّهم يخضعون للتحقيق، بسببِ إقامتهم في تركيا، دون معرفة المدّةِ التي سيستغرقها التحقيقُ معهم.
كما نقل الموقعُ عن مصادرَ أخرى من أحياء حلب الشرقية أنَّ نظام الأسد اعتقل عائلةً أخرى من حي طريق الباب بعدَ أسبوع من عودتها من تركيا إلى منزلها في الحي، ونقلَ عن أحدِ أقارب العائلة قوله، إنَّ عناصرَ المخابرات الجويّة طلبوا من العائلة البالغِ عددُها خمسةُ أشخاص بينهم ثلاث نساءٍ مرافقتهم، مبيّناً أنَّهم ما زالوا مفقودين منذ يومِ السبت الماضي، وأكّد أنَّ حركة الاعتقالات للعائدين مستمرّة، حيث يجري التدقيقُ على العائلات العائدة إلى الأحياء الشرقية لحلب، من تركيا أو من مناطق سيطرة المعارضة.
وتكذّبُ الاعتقالاتُ مزاعمَ روسيا الساعية في الفترة الأخيرة على تنشيط النقاشِ حول موضوع اللاجئين، وتوجه الاتهاماتِ للدول المضيفة أنَّها تستثمرُ ملفَّ اللاجئين السوريين سياسياً وتمنعُهم من العودة
حيث تسعى روسيا حليفةَ نظام الأسد لعودة اللاجئين السوريين من خلال العديد من المؤتمرات والاجتماعات في المحافل الدولية، وتروّجُ موسكو روايتها المزعومةَ أنَّ الوضعَ في مناطق سيطرة النظام مستقرٌّ، وأنَّ حكومة النظام تهيّئ الظروفَ لعودة المهجرين، بحسب زعمِ وزير الخارجية الروسي مؤخّراً.
وفي شهر أيلول الماضي ذكرت منظّمةُ العفو الدولية في تقرير تحت عنوان “أنتَ ذاهبٌ إلى الموت”، الانتهاكاتُ المروّعةُ التي ترتكبها أفرعُ النظام الأمنية بحقِّ العائدين، مشيرةً إلى أنَّ الأفرع الأمنية أخضعت مواطنين سوريين عادوا بعد طلبهم اللجوءَ في الخارج للاعتقال والإخفاء والتعذيب، بما في ذلك أعمالُ العنف الجنسي.
ووثّقت المنظَّمةُ مجموعةً من الانتهاكات المروّعة التي ارتكبها ضبّاطُ الأفرع الأمنية بحقِّ 66 من العائدين، من بينهم 13 طفلاً، وأوضحت أنَّ من بين هذه الانتهاكات، خمسَ حالاتٍ لأشخاص لقوا حتفهم في الحجز في حين لا يزال مصيرُ 17 ممن تمَّ إخفاؤهم قسراً طيَّ المجهول.