نيويورك تايمز: نظامُ الأممِ المتحدّةِ لحمايةِ المشافي في سوريا “لم ينجحْ”
فشل نظام الأمم المتحدة لحماية المشافي في سوريا بتحقيق أهدافه، وكان “مليئًا بالعيوب”، وفقًا لتحقيقٍ أجرته صحيفة The New York Times الأمريكية ونشرته اليوم، الأحد 29 من كانون الأول.
تجاهلت روسيا ونظام الأسد النظام الأممي لمنع الهجمات على المشافي والمواقع الإنسانية الأخرى في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، مع حدوث أكثر من 69 هجمة منذ بدء التدخل الروسي في سوريا عام 2015 على تلك المواقع.
يتضمّن النظام تقديم الإحداثيات الدقيقة للمواقع الإنسانية الخاضعة لحماية القانون الدولي للأطراف المتحاربة لتجنّب إصابتها، وتشارك تلك الإحداثيات مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا في المنطقة.
ومع أنّ النظام طوعي، أي لا يلزم المنظمات بالمشاركة، إلا أنّ الجمعيات الإغاثية ذكرت للصحيفة أنّها شعرت بضغط شديد من الداعمين ومسؤولي الأمم المتحدة للمشاركة، وقدّمت بياناتها لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدّة.
ورغم تكرار حوادث القصف لتلك المواقع، لم يشكّلْ المسؤولون الأمميون إلا مؤخرًا وحدةً للتأكد من المواقع المقدّمة من المنظمات الإغاثية التي تدير تلك المواقع، وتبيّن أنّ بعضها كان قد قُدِّمَ بشكلٍ غيرِ صحيح، حسبما أوجدت صحيفة “The New York Times“، وهو ما يعطي مصداقية لانتقادات روسيا بأنّ ذلك النظام لا يمكن الوثوق به ومن الممكن إساءة استخدامه.
وعبرت المنظمات الإغاثية عن إحساسها بالخيانة والخذلان، وفقًا للصحيفة الأمريكية، التي ذكرت إنّ مسؤولي المنظمات اجتمعوا مع المسؤولين الأممين وعبّروا عن استيائهم.
وقال رئيس منظمة “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (SAMS)، مفضل حماده، للصحيفة إنّ مستوى الهجمات “لم يقلْ فعلًا”، وأضاف إنّ النظام فيما يتعلق بالمحاسبة والردع “لم يجدْ نفعًا”.
وجمعت الصحيفة الأمريكية لائحة من 182 موقعاً، من المواقع التي يفترض ألا تتعرّضَ للاستهداف، من خلال استخدام البيانات المقدّمة من خمس جماعات إغاثية ومن التصريحات العلنية لغيرها من المنظمات، تبيّن أنّ 27 منها تضرّرت بالهجمات الروسية أو التابعة لنظام الأسد خلال عام 2019. وكانت كلّها من المشافي أو العيادات.
وكانت الأمم المتحدة أعدّت ملفًا حذّرت فيه المشاركين بالنظام من أنّها “لا تضمن” سلامة المواقع أو طواقمها، وأنّها لا تؤكّد المعلومات المقدّمة من الجماعات المشاركة، ولا تطلب من الروس والأتراك والأمريكيين الاعتراف باستلامهم لمواقع عدم القصف.
وأنشأت الأمم المتحدة في آب الماضي لجنة للتحقيق بسبعة من تلك الهجمات فقط، وقد لا تقوم لجنة التحقيق بتعريف مرتكب الهجمات أو حتى الإعلان عن نتائج تحقيقهم.