هل تسيرُ سويسرا على نهجِ الدنماركِ وترحّلُ لاجئينَ سوريينَ؟
تساءلتْ بعضُ وسائل الإعلام في سويسرا حول إمكانية أنْ تخطوَ سويسرا على نفس النهج الدنماركي فيما يخصُّ اللاجئين السوريين.
وذلك بعد الخطوة الدنماركية بسحب تصاريحِ الإقامة من عددٍ من اللاجئين السوريين لاسيما الذين ينحدرون من العاصمة دمشق وريفها.
حيث أنَّ السلطات الدنماركية صنّفت هذه المنطقة على أنَّها “آمنة” وأنَّه بات ممكناً ترحيلُ هؤلاء اللاجئين إلى وطنهم،
وفي تقرير نشره موقع “swissinfo” اليوم السبت، ذكر أنَّ سويسرا عموماً تمتنع عن القيام بإعادة اللاجئين إلى وطنِهم، مشيراً إلى أنَّه منذ العام 2011 تقدّم أكثرُ من عشرين ألف سوري بطلبٍ للجوء هرباً من الحرب الدائرة في بلادهم.
ووفقاً للمصدر فقد حصل ثلثاهم تقريباً على إقامة مؤقّتة، ومعنى ذلك أنَّه يتعيّن عليهم نظرياً “على الرغم من السماح لهم بالبقاءِ في سويسرا” أنْ يعودوا إلى وطنهم الأصلي لدى انتهاء الصراع واعتبار البلدِ آمناً من جديد.
ونقل الموقعُ عن “أنجيلا ستيتلر”، القانونية في المنظمة السويسرية لمساعدة اللاجئين قولها إنَّه “يمكن لممارسات الدول الأخرى أنْ تلعب دوراً”، مشيرة إلى أنَّه في حال هدأَ الوضع في سوريا، فقد تغيّرُ السلطاتُ السويسرية هي الأخرى طريقة تعاملها مع الإقامة المؤقّتة.
وذكرت بأنَّ سويسرا لديها في الأصل ممارسة للترحيل، بحسب منطقة البلد المعني إلى أفغانستان وليبيا والصومال والعراق، على سبيل المثال، مضيفةً بأنَّ أمانة الدولة للهجرة تعتبر أنَّ بعض المدن أو المناطق مُستقرّة.
وأضافت “ستيتلر” أنّه بشكل عام، هناك الكثير من الغموض حول أولئك الذين فرّوا، لأنَّ الأوضاع متقلّبة في بلدانهم الأصلية، خاصة في الشرق الأوسط.
وفي وضع سوريا تؤكّد القانونية إنّ “موقف سويسرا حذّر تجاه هذا البلد، وهو ما يؤكّد بأنْ لا شيء ينذر بتغيير الممارسة المُتّبعة حالياً”.
كذلك فإنَّ أمانة الدولة للهجرة والمحكمة الإدارية الفيدرالية في سويسرا “لا تزالان تعتبران تنفيذ الترحيل إلى سوريا إجمالاً غيرَ معقول، بسبب الوضع العام السائد بالنسبة للأمن وحقوق الإنسان بالإضافة إلى النزاعات المسلّحة المستمرّة في مناطق متفرّقة من البلاد”. وهو ما ينطبق أيضاً على العاصمة دمشق.
ونقل الموقع السويسري عن أمانة الدولة للهجرة تأكيدها كذلك، “لكي تصبحَ العودة إلى سوريا معقولة بشكلٍ عام، يجب أنْ يتحسن الوضع الإنساني والأمني على الأرض وأنْ يستقرَّ الوضعُ على المدى الطويل”.