“هيومن رايتس ووتش” ترصدُ قتلَ عناصرَ قواتِ الأسدِ للمدنيينَ

دفعت صورٌ “صادمة” ظهرت من مدينة معرة النعمان في ريف محافظة إدلبَ شمال غربي سوريا منظّمة “هيومن رايتس ووتش” للتحقيق في الجثة الموجودة فيها والوصول إلى القاتلين.

ويظهر في الصور التي تناقلها ناشطون عبْرَ وسائل التواصل الاجتماعي, عناصرُ من قوات الأسد يقفون أمام جثة مدني مبتسمين.

ونشرت “هيومن رايتس ووتش” تقريراً مطولًا اليوم، الاثنين 16 من آذار، أوضحت فيه القضية وتحدّثت عن انتهاكات جديدة بحقّ المدنيين في الشمال السوري.

وبحسب المنظمة تعود الجثة إلى أحدِ سكان مدينة معرة النعمان ويدعى “أ. جفال”.

وسيطرت قوات الأسد على مدينة معرة النعمان في كانون الثاني الماضي، بدعمٍ من طيران الاحتلال الروسي، بعد سبع سنوات من سيطرة فصائل الثورة السورية عليها, وجاءت سيطرتها بعد حملةِ قصفٍ مكثّفة، إلى جانب معارك قوية دارت داخلها وعلى أطرافها.

واعتمدت المنظمة على مطابقة صور لعناصر من ميليشيات “سهيل الحسن”، المعروفة بـ”قوات النمر”، ومطابقة إحدى السيارات التي ظهرت في صور من حسابات العناصر في “فيس بوك”، بعد تتبّع الحساب الذي كتب صاحبه أنّه تابع لـ”المخابرات الجوية”، كما ظهرت فيه شعارات تابعة لـ”قوات النمر”، ومجموعة فرعية أخرى تابعة لها تدعى “مجموعة ياسر سليمان”.

وتواصلت المنظمة مع ثلاثة أشخاص من سكان المدينة، قالوا إنّ الجثةَ تعود لهذه الضحية، من خلال ملابسه والمنطقة التي التقطت فيها الصور بعد وفاته، وصور أخرى قديمة يرتدي فيها الملابس ذاتها.

وأكّد الشهود للمنظمة أنّ الضحية رفض مغادرة المدينة بعدَ سيطرة قوات الأسد عليها، ثم اختفى دون العثور عليه.

وحدّدت المنظمة ساعة وفاة الضحية في العاشرة صباحاً، قبل إحراقها، دون ذكرِ يوم الوفاة بالتحديد، إلا أنّه كان في كانون الثاني الماضي.

وقالت المنظمة إنّ قوات الأسد تنكّل بالمدنيين الباقين في المناطق التي سيطرت عليها مؤخّراً في محافظتي إدلبَ وحلب شمالي سوريا.

واتّهمت المنظمة في تقريرها الميليشيات التابعة للعقيد “سهيل الحسن”، بتنفيذ انتهاكات ضدّ المدنيين في معرة النعمان ومناطق أخرى، كما قالت إنّها حصلت على شهادات لأشخاص اتهموا الحسن بإعطاء أوامر مباشرة بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين في عام 2011.

وأكّدت المنظمة أنّ هذه الانتهاكات ليست الأولى من نوعها، داعيةً نظام الأسد وحلفاءه إلى التوقّف فوراً عن هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى