واشنطن بوست: تصعيد الاحتلال الروسي وقوات الأسد في الشمال المحرّر ينذر ببداية المعركة الأخيرة
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً يقول أنّ طائرات قوات الأسد وحليفها الاحتلال الروسي قامت يوم الاثنين الفائت بتكثيف هجماتها، التي استمرت أسبوعاً على محافظة إدلب.
ويشير التقرير إلى أنّ هذه الهجمات استهدفت المستشفيات وغيرها من البنايات المدنية، في الوقت الذي فرّ فيه عشرات الآلاف من المواطنين إلى الشمال نحو تركيا، بحسب الناشطين والمراقبين في المنطقة التي يسيطر عليها الثوار.
ويلفت التقرير إلى أنّ الحملة الجوية تسبّبت باستشهاد حوالي 100 مدني، وعطلت عن الخدمة ما لا يقل عن 10 مستشفيات، وهو ما زاد المخاوف بأنّ قوات الأسد تعتزم بمساعدة من الروس والإيرانيين شنّ هجوم شامل على إدلب، وهي آخر منطقة يسيطر عليها الثوار المعارضون لنظام “بشار الأسد”.
وتقول الصحيفة إنّ الغارات الجوية تمثل آخر وأشرس تحدٍ لاتفاقية توسط بها رئيس الاحتلال الروسي “فلاديمير بوتين” والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” العام الماضي، كانت مصمّمة لمنع وقوع صراع شامل في المحافظة الشمالية الغربية.
ويفيد التقرير بأنّ الارتفاع في وتيرة العنف تسبب بنزوح حوالي 200 ألف من سكان إدلب، البالغ عددهم 3 ملايين، نحو الحدود التركية المغلقة، فيما وصفه اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، الذي يتخذ من أمريكا مقراً له، بأنّه بداية “لسيناريو مروّع”.
وتنقل الصحيفة عن ناشط من إدلب يبلغ من العمر 38 عاماً، وطلب عدم ذكر اسمه، والإشارة إليه فقط بـ “أبي محمد”، قوله: “جنوب ريف إدلب أصبح خالياً تماماً تقريباً بسبب القصف المدمّر، إن ما يحدث وحشي”.
ويورد التقرير نقلاً عن “أبي محمد” وغيره في المحافظة المترامية، قولهم بأنّهم يتوقعون أن تقوم قوات الأسد والمليشيات الإيرانية المتحالفة معها بشنّ هجوم بري قريباً، وهو ما سيشكّل بداية للمعركة الكبرى الأخيرة التي يشنّها “الأسد” ليعيد سيطرته على الأراضي التي سيطر عليها الثوار منذ بداية الثورة السورية.
ويبيّن التقرير أنّ هذا سيشكّل انهياراً للاتفاق الروسي التركي، الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الأول، وكانت الهدنة قد دعت إلى منطقة منزوعة السلاح عرضها 9 أميال في إدلب، وتمّ خرقه مكرّراً من الطرفين، ولكن جميع المؤشرات تصف التصعيد الأخير بأنّه “الأعنف”.
وتذكر الصحيفة أنّ الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة دعيا كلاً من روسيا وتركيا للحفاظ على الهدنة، في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الخارجية الأمريكية بياناً، حذّرت فيه من أنّ الوضع يهدّد الاستقرار في المنطقة.
وينقل التقرير عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “مورجان أورتاغاس”، قوله في بيان: “ندعو الأطراف جميعها، بمن فيها روسيا ونظام الأسد، للوفاء بالتزاماتها لتجنّب هجوم عسكري واسع، والعودة إلى تخفيض تصعيد العنف في المنطقة، وفتح الطريق أمام العمليات الإغاثية لمعالجة الكارثة التي تسبّب بها العنف الجاري”.
ويورد التقرير نقلاً عن الثوار الذين قامت “رويترز” بمقابلتهم، قولهم إنّ “الأسد والاحتلال الروسي حريصان على السيطرة على طريقين مهمّين يربطان إدلب بالمدن الرئيسية، التي تسيطر عليها قوات الأسد ويخدمان على أنّهما طريقان تجاريان مهمان مع الأردن في الجنوب وتركيا في الشمال.
وتختم “واشنطن بوست” تقريرها بالإشارة إلى قول “أبي محمد”: “تعاني مناطق النظام من أزمة اقتصادية ضخمة، وبدأ المدنيون في المناطق التي يسيطر عليها النظام بالتذمر من الأوضاع، ولذلك أراد النظام أن يصرف انتباه الجميع بهذه المعركة”.