وزيرُ خارجيةِ النظامِ بعثَ رسائلَ سريّةً إلى وزراءَ أوروبيينَ .. وجاءَ الردُّ حاسماً

بعثَ وزير خارجية نظام الأسد “فيصل المقداد”، رسالة خطّيّة “غيرَ علنيّة”، إلى عدد من وزراء الدول الأوروبية، للمطالبة بفتح حوار مع نظام الأسد، والحيلولة دون اتخاذ أيِّ مواقف جديدة ضمن إطار الاتحاد الأوروبي, ووفقاً لما كشفتْه صحيفةُ “الشرق الأوسط” في تقرير لها.

وقالت الصحيفة إنَّ الرسالة، التي حصلت على نسخة منها، أرسلها “المقداد” في وقت سابقٍ إلى وزراء خارجيّة عددٍ من الدول الأوروبية، بينها النمسا ورومانيا وإيطاليا واليونان، وتضمّنت عرضاً عاماً للأوضاع في السنوات الماضيّة.

وقال المقداد في الرسالة “سادت الفوضى وعدم الاستقرار في عددٍ من البلدان، ومن أبرز الأسباب التي أسفرت عن ذلك كان ظهور ثم انتشار ظاهرة الإرهاب التي خيّمتْ بأجواء قاتمة على سوريا مع عددٍ من البلدان الأوروبية، فضلاً عن عددٍ من بلدان أخرى حول العالم”، مضيفاً أنَّ “تلك الظاهرة أسهمت في فقدان كثيرٍ من أرواح الأبرياء».

كما أشار إلى مخاطر “التدخّلات الخارجيّة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، سواءً كان ذلك بالتدخلات العسكرية المباشرة أو عن طريق ما يُعرف إعلامياً بالقوة الناعمة، بُغية فرض أجندات سياسيّة معيّنة مع تحقيق مصالح ضيقة وربَّما آنيّة، تبعد كلَّ البعد عن مصالح وتطلّعات الشعوب، وبأسلوب يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، ولأحكام القانون الدولي، وكذلك لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.

ودعا المقداد في رسالتِه إلى “ضرورة تعزيز لغة الحوار والتفاهم فيما بيننا، على أسس الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، ومحاربة الإرهاب، بما قد يسهم في تحقيق التطلّعات المشتركة، ثم الوصول إلى مستوى الأمن والاستقرار المنشود لدينا جميعاً”.

وحثّ الدول “الوسطية” مثل اليونان وقبرص ورومانيا والتشيك وهنغاريا وإيطاليا، لـ “الحيلولة دون اتخاذ أيِّ مواقف جديدة ضمن إطار الاتحاد الأوروبي، ما يشكّل عائقاً أمام الحوار المنشود، والعودة الطوعيّة والآمنة للاجئين”.

وزعم المقداد أنَّ حكومة نظام الأسد “بذلت، وتواصل بذلَ قُصارى جهدِها من أجل الوصول إلى حلٍّ للأزمة السورية، ذلك الذي يحقق تطلّعات الشعب السوري الحقيقية ضمن الاحترام الكامل لسيادته الوطنيّة”، بحسب الرسالة.

من جهته ردّ منسّق الشؤون الأمنيّة والخارجيّة في الاتحاد الأوروبي “جوزيف بوريل”، على رسالة “المقداد”، بالقول, “إذا ما اتّخذت الحكومة السورية الخطوات السليمة في الاتجاه الصحيح، سنستجيب جميعاً لذلك. وحتى بلوغ هذه اللحظة، سنواصل ممارسة الضغوط على الصُّعد كافة لن نتوقَّف عن فرض العقوبات الاقتصادية، ولن يكونَ هناك تطبيع من أيِّ مستوى، ولن ندعمَ جهود إعادة الإعمار أبداً”.

يُشار إلى أنَّ الاتحاد الأوروبي يعزّز، منذ العام 2011، حزمةَ عقوبات ضدَّ نظام الأسد، التي تعدُّ واحدة مِن أهم العقوبات في تاريخ الاتحاد، وتشمل حظرَ جميع أنواع الاتصالات التجارية الأوروبية مع نظام الأسد، خاصةً في مجال النفط ومنتجاته.

كما شملت قائمةُ العقوبات رأسَ نظام الأسد، وغالبيةَ أفراد أسرته وأقربائه، إضافةً إلى العديد مِن المسؤولين العسكريين والمدنيين المشتبه بتورطّهم في الهجمات الكيماويّة التي أودت بحياة عشرات المدنيين في مناطق متفرّقة مِن سوريا، ومن المتوقّع أنْ يمدّد الاتحاد في أيار القادم عقوباته التي تشمل حتى الآن نحو 350 فرداً وكياناً سورياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى