وسطَ ترجيحاتٍ بهجومٍ بريّ جديدٍ.. الاحتلالُ الروسي يدفعُ بتعزيزاتٍ من ميليشياتٍ مواليةٍ له إلى جبهاتِ ريفِ اللاذقيةِ

أكّدت مصادرُ عسكرية مراقبة لتحركاتِ قوات الأسد على جبهات الشمال السوري المحرّر على وصول ميليشيات موالية للروس من بلدة “قمحانة” بريف حماة الشمالي إلى محاور “الكبينة” في جبل التركمان بريف اللاذقيةِ الشمالي.

حيث أنّ تعزيزَ قوات الأسد لنقاط تمركزها في ريف اللاذقية، يأتي تزامناً مع زياراتٍ لقواتٍ من الاحتلال الروسية إلى المنطقة بين الحين والآخر، وتكثيفِ القصف الجويّ والبري على مناطق سيطرة فصائلِ الثورة السورية، وسط ترجيحاتٍ باقتراب عملٍ عسكري على المنطقة.

كما أفادت المصادرُ العسكرية أنّ قواتِ الأسدِ حشدت أعداداً كبيرة من عناصرها على كل من محوري (القلعة) و(التفاحية)، بعد أن كانت مجرّد محارسَ يتواجد فيها ستة عناصر لا أكثر، لافتةً إلى أنّ هذه التعزيزات تأتي مع نصبِ الاحتلال الروسي قاعدةَ صواريخَ جديدةٍ لاستهداف الآليات والأسلحة الثقيلة لفصائل الثورة على الطرف الآخر من الجبهة القتالية، حيث يتولّى مقاتلون روس مهمة استخدام هذه القاعدة.

وأضافت المصادرُ أنّ فصائل الثورة السورية قامت بتعزيز جبهات القتال في ريف اللاذقية بالرشاشات الثقيلة وقواعدِ الصواريخ المضادة للدروع، كما نشرت قناصات لرصد قوات الأسدِ في كلّ من تلة المختارية والبيضا ومحارس التفاحية.

واعتبر المحللُ العسكري العقيد “أحمد حمادة” أنّ التحركاتِ الجديدة تأتي في إطار موجةِ تغييرات يعتزم الاحتلالُ الروسي القيامَ بها في جبهات الساحل بعد الفشلِ العسكري الذريع هناك، مضيفاً أنّ الاحتلال الروسي يحاول تطبيقَ تكتيك عسكري جديد بجلبِ قواتٍ جديدة وإبعادِ قوات أخرى، من دون أن يكون لذلك صلةٌ بالتجاذبات مع إيران.

وبدوره، أكّد الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد “أديب عليوي” أنّ الاحتلالَ الروسي يواصل على استبعاد المليشيات غيرِ المنضبطة عن جبهات الساحل، وتحديداً المليشيات المدعومة من إيران، مشيراً إلى قيام الاحتلال الروسي بملاحقة أكثرَ من ميليشيا مدعومةٍ من إيران في الساحل السوري، وفي مقدمتها “صقور الصحراء” التابعة لـ “أيمن جابر”، المقرّب من آل الأسد، المتهمة بتنفيذ ضرباتٍ جوية ضد قاعدة حميميم العسكرية الروسية عبر طائراتٍ بدون طيار.

ووفق “عليوي” فإنّه لا يمكن الجزمُ بما ستؤول إليه المعاركُ في جبهات ريف اللاذقية، موضّحاً أنّ الفصائل اعتمدت على تكتيك الإغارة مستفيدةً من التضاريس والموقع الاستراتيجي لتلة “الكبينة”، أيّ الهجوم على نقاط معينة، وضرب قوات الأسد فيها، ومن ثم الانسحاب، واستنزاف قوات الأسد وإنهاكها.

وكانت قد ذكرت صفحات إخبارية موالية لنظام الأسد على موقع فيسبوك أنّ “الأيامَ القادمة ستكون حاسمةً على صعيد الميدان العسكري”، وهذا الأمر يعزّزُ ما يتوقّعه العسكريون في ريف اللاذقية عن احتمال اقتراب عملٍ عسكري لقوات الأسد ولميليشيات الاحتلال الروسي عليه.

وكانت قواتُ الأسد المدعومةُ من الاحتلال الروسي ومن ميليشيات متعدّدة الجنسيات، قد حاولت عدّة مرّات منذ شهر أيّار الماضي اقتحام تلة “الكبينة” بريف اللاذقية الشمالي، ولكنّهم فشلوا وتكبّدوا خسائرَ فادحةً بالأرواح والعتاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى