وفاةُ المفكرِ الإسلامي السوريِ “جودت سعيد” في مدينةِ إسطنبولَ التركيةِ

توفي اليوم الأحد 30 كانون الثاني المفكرُ الإسلامي السوري “جودت سعيد”، في إسطنبول التركية، عن عمرٍ ناهزَ 91 عاماً.

وذكر الحساب الرسمي للمفكر الراحلِ على فيسبوك” أنَّه توفي فجرَ اليوم، دون تحديدِ موعدِ ومكانِ الجنازة.

ولد المفكرُ الشركسي جودت سعيد في 9 من شباط 1931 في قرية بئر عجم التابعة للجولان السوري، ويُعرف بداعية “اللاعنف” في العالم الإسلامي.

كان أولُ ما كتبه في مطلع الستينيات كتابُه “مذهبُ ابن آدم الأول، أو مشكلةُ العنف في العمل الإسلامي”، وهو يناقش مبدأ اللاعنف وعلاقتَه الجذرية بالإسلام.

أتمّ دراسته الابتدائية في القنيطرة جنوبي سوريا، وانتقل للدراسة في الأزهر الشريف في مصر عام 1946، لينهيَ هناك المرحلة الثانوية، ومن ثم يتمُّ دراسته في كلية اللغة العربية ويحصلُ على إجازة فيها.

أصدر العديدَ من المؤلفات التي تناولت مواضيعَ وأبحاثًا فكرية واجتماعية، منها “مذهب ابن آدم الأول”، و”حتى يغيروا ما بأنفسهم”، و”فقدانُ التوازن الاجتماعي”، والعملُ قدرةٌ وإرادةٌ”.

تحدّث المفكّر اللغتين العربية والشركسية، ويعتبر من أبرز المفكرين الإسلاميين المعاصرين، الذين يشكّلون امتداداً لمدرسة المفكرين الإسلاميين الكبار، أمثال الأستاذ مالك بن نبي ومحمد إقبال.

أيّد “سعيد” الربيعَ العربي ومظاهراتِه السلمية، خاصةً في سوريا، لأنَّه كان تطبيقاً عملياً لما كان يدعو له في أفكارِه وكتبه ومحاضراتِه، حيث شارك في العديد من المظاهراتِ السلمية عام 2011، وألقى كلماتٍ في اعتصامات ووقفات وخيمِ عزاءٍ في درعا ودمشق وريفها، كما شارك العديدُ من تلامذته والمؤمنين بفكرِه في تنظيم المظاهرات السلمية، مثل “يحيى الشربجي وغياث مطر”.

في عام 2011، قال “جودت سعيد” في حوارٍ صحفي، إنَّ “الشباب هم الذين طالبوا بالديمقراطية والحرية وعدمِ الإكراه في الدين، وليس أساتذتهم، والعالم العربي لا يوجد فيه علماءُ دينيون علمانيون”.

وأضاف، إنَّ “أستاذ الجامعة وإمام الجامع لا يؤدّيان الدورَ المطلوب منهما”، معتقداً أنّه لو قام الأساتذةُ بدورهم في تحرير الإنسان لما وجِدَ الاستبدادُ، ولما كان الحاكم يفرض نفسَهُ “أنا ربُّكم الأعلى”.

وأكّد “سعيد” أنَّ كلَّ آياتِ القرآن الكريم التي وصفتْ فرعونَ تنطبق على الديكتاتوريين في العالم العربي.

ومع اشتداد عملياتِ العنف التي قادها نظامُ الأسدِ ضدَّ المدنيين، وبدءِ عمليات القصف، استُشهد شقيق “جودت سعيد”، ما أجبرَه على النزوح إلى دمشق، ومنها سافر إلى منفاه الأخير في تركيا، حيث واصل نشاطَه لعدّة سنوات عبرَ المحاضرات مع إصرارِه على المنهج السلمي ونبذِ السلاح والعنف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى