وفدٌ من حركةِ “فتحٍ” في دمشقَ ومباحثاتُه مع نظامِ الأسدِ تتجاهلُ محنةَ فلسطينيي سوريا

وصل إلى دمشق وفدٌ من حركة “فتح” الفلسطينية برئاسة أمينِ اللجنة المركزية للحركة “جبريل الرجوب”، حاملاً رسالةً خطيّة من الرئيس الفلسطيني، “محمود عباس” إلى رأس نظام الأسد، في زيارة قالت مصادرُ فلسطينية إنَّها ستركّزُ على قضايا تخصُّ الحركة، ولن تتطرَّقَ إلى محنةِ الفلسطينيين في سوريا.

وأمس الأحد 9 كانون الثاني، التقى وزيرُ الخارجية والمغتربين في حكومة نظامِ الأسد “فيصلُ المقداد”، الوفدَ الفلسطيني “فتح”، برئاسة “جبريلِ الرجوب”.

وحوّل الرسالةَ التي يحملها الوفدُ لرأس نظام الأسد، أوضح عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، أحمدُ حلس، في وقتٍ سابق، أنَّها ستتضمن “التأكيد على عمقِ العلاقات بين الإخوة الفلسطينيين والسوريين، ورغبةِ القيادة الفلسطينية في تعزيز أواصرِ الأخوة بين السلطة الوطنية الفلسطينية ونظامِ الأسد خاصةً بعدَ مواقفِ القيادة الفلسطينية التي ظهرت خلالَ فترة استهداف سوريا، والتي كانت حريصةً على استقرار سوريا ووحدةِ أراضيها”.

وأكّد “حلس” حرصَ الحركة على “استقرار سوريا ووحدتها وأمنها، رغمَ الضغوط التي واجهتها القيادةُ الفلسطينية”، مدّعياً أنَّ نظامَ الأسد “يقدّر للشعب الفلسطيني وقيادتِه هذا الموقفَ الإيجابي”.

وتابع، “الزيارة بمجملها تحظى باهتمام نظامِ الأسد ولدى شعبنا في المخيّمات السورية والفصائلِ الفلسطينية المختلفة”.

على الرغم من العلاقات التي حافظت عليها حركةُ فتح مع نظام الأسد خلال السنوات الماضية، إلا أنَّها لم تنعكس إيجاباً في تعاطي النظامِ مع الفلسطينيين في سوريا، والذي قام بتهجير نحو نصفِهم إلى خارج البلاد، ودمّر معظمَ تجمّعاتهم ومخيماتِهم في سورية خلال السنوات الماضية.

كما يماطل نظامُ الأسد في عودة الفلسطينيين إلى أكبرِ التجمعاتِ الفلسطينية في سوريا، وهو مخيم اليرموك، فيما استولى على مبلغِ مليوني دولار كانت السلطةُ الفلسطينية قد أرسلتها للمساعدة في إزالةِ الأنقاض من المخيم، بعد تدمير معظمِه خلال المواجهات بين قوات الأسد وتنظيمِ “داعش” عام 2018.

كذلك وثّقت “مجموعةُ العملِ من أجل فلسطينيي سورية” اعتقالَ نظام الأسد أكثر من 1800 فلسطيني، بينهم نساءٌ وأطفال ومسنون، فيما توفي 620 آخرون تحت التعذيب في سجون النظام، كما قُتل نحو 4000 فلسطيني خلالَ الحربِ السورية منذ عشرِ سنوات.

الناشط الفلسطيني أبو مصطفى القاعود، قال لموقع “العربي الجديد”، إنَّ السلطة الفلسطينية لم تحاول أبداً استثمارَ علاقاتها مع نظام الأسد لخدمة الفلسطينيين في سوريا، ولم تنجحْ هذه العلاقات في إطلاق سراح فلسطينيّ واحد، أو عودة عائلةٍ واحدة إلى بيتها في المخيّم.

وأكّد “القاعود” حاجةَ الفلسطينيين إلى دعم السلطة والمنظمات الدولية لتمكينهم من العودة إلى بيوتهم ومساعدتِهم على ترميمها بعد أنْ تمَّ تدميرُ معظمها كلياً أو جزئياً، فيما نهبت الميليشياتُ المواليةُ لنظام الأسد ما تبقّى فيها من ممتلكات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى