وكالاتٌ إعلاميةٌ توضّحُ أسبابَ غزوِ اللغةِ الروسيةِ لمناطقِ سيطرةِ نظامِ الأسدِ في سوريا

أعلنت وسائلُ إعلامٍ محلية موالية لنظام الأسد، أنّ اللغةَ الروسية تشهد إقبالاً متزايداً في مناطقِ سيطرة النظام في سوريا، وذلك بعد إدخالِ تدريسِها للمواطنين في الجامعات والدورات المحلية.

وكانت قد نقلت إحدى الوكالات الإعلامية الروسية على لسان عددٍ من المدرسين السوريين، قولهم: “إنّ عدداً من الجامعات السورية المنتشرةِ في دمشقَ واللاذقية وحلب، وانتشار الدورات المحلية لتدريس اللغة الروسية، ساهم بشكلٍ كبير في تزايد الراغبين بتعلّمِ تلك اللغةِ، حيث يرغب الدارسون بتعلّمِها من أجل المشاركة في تطوير المشاريع الثنائية بين البلدين”.

كما بدأ يتمّ مؤخراً تعليمَ اللغة الروسية للأطفال السوريين، حيث يتمُّ تنظيمَ بعضِ الأغاني باللغة الروسية من قبل فرقٍ للأطفال، يحضرها جنودٌ روس أيضاً.

وكان نظامُ الأسد قد قرّر تدريسَ اللغة الروسية كلغة ثانية في المدارس السورية منذ بداية العام الدراسي 2015 – 2016، كما تمّ افتتاحُ قسمٍ لتعليم اللغة الروسية وآدابها، في تشرين الثاني من العام 2014 في جامعة دمشق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ، كما دشّنت الكلية مبنىً جديداً لقسم اللغة الروسية في أيلول الماضي، وكانت أولُ دفعةٍ والبالغ عددها 17 طالباً قد تخرّجت من قسم تعليم اللغة الروسية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في تشرين الأول من العام الماضي.

ووفقاً لمحلّلين مطّلعين على الشأن السوري فإنّه وبينما ينشغل المجتمع الدولي في حلّ الملف السوري، تبقى موسكو الأكثر اهتماماً والأكبر تأثيراً في الوقت الحالي، في ظلّ انشغالها بتحقيق مطامعَ اقتصادية وثقافية، فهي ترى بعدم الاستقرار وفترة إعادة الإعمار في البلاد فرصةً لتطبيق خطّتها الاستراتيجية ببسط نفوذها على البلاد.

حيث أنّه قبيل اندلاع الثورة كانت قد تغلغلت إيران بشدّة في سوريا، واستغلت حينها عدَم اقتراب الروس بكسلٍ كبير في البلاد، حيث كسبت تلك الفرصة، وعملت على نشر ثقافتها الفارسية في الجامعات السورية، ولاسيما دمشق وحلب.

ومن المرجّح أيضاً سببُ انتشار اللغة الروسية بشكلٍ كبير في مناطقِ النظام حالياً وحتى في الأيام القادمة، هو بسبب ازدياد الشركات الروسية في سوريا، وحاجةِ المواطنين لتعلّمِ تلك اللغة، ولاسيما أنّها قد تدرّس في المستقبل في المناهجِ الدراسية.

يُشار إلى أنّ ما تسعى إليه موسكو من فرض نفوذها السياسي والاقتصادي والثقافي واستغلال الموارد البشرية في سوريا، وتنشئة جيلٍ معسكر تابعٍ لها فكرياً، يشكّك في تصريحات المسؤولين الروس حول نيّتهم الانسحاب من سوريا فورَ انتهاء الحرب.

وكانت قد أعلنت موسكو بشكلٍ رسمي تدخّلها عسكرياً في سوريا في 30 أيلول 2015، بدعوةٍ من نظام الأسد لمحاربة من تصفهم بالإرهابيين، كما دعمت قواتَ الأسد بأسلحة جديدة، وخاصة الطيران الحربي، ما أسهم في استعادة قواتِ الأسد مساحاتٍ كبيرة من يد فصائل الثورة السورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى