وكالةٌ أمريكيّةُ تكشفُ عن أسبابِ تجاهلِ إدارةِ “بايدن” الملفَّ السوريَّ

كشفتْ وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية عن تجاهل إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” الذكرى العاشرة للأحداث في سوريا، إذ تحدّث “بايدن” وأبرزُ مسؤولي السياسة الخارجية بقوة عن اليمن، ولكنَّهم لم يقولوا الكثير عن كارثة أكبرَ حجماً وأطولَ عمراً في المنطقة.

وقالت “بلومبيرغ” إنَّ هذا الصمت النسبي قد يعود إلى شعور دفين بالخزي لدى الإدارة الأمريكية، فكثيرون من فريق “بايدن” للسياسة الخارجية كانوا أيضاً أعضاء في إدارة الرئيس الديمقراطي السابق “باراك أوباما” التي لم تقدّم الكثير سوى التصريحات بعد اندلاع الحرب السورية.

وقال وزير الخارجية “أنتوني بلينكن” الذي كان عضواً في فريق الأمن القومي بإدارة “أوباما”: إنَّ “فشل السياسة الأمريكية في سوريا تسبّبت بكوارث سأحملها معي طيلة حياتي”، ومع ذلك، لم يستطعْ “بلينكن” سوى أنْ يصدرَ بياناً شكلياً مشتركاً يوم الاثنين الفائت مندِّداً بـ “نظام بشار الأسد”.

كما اعتبرت “بلومبيرغ”، أنَّ “مهمّة فريق بايدن لاستعادة القيادة الأمريكية في العالم، لا تصل كما يبدو إلى سوريا”، وفي انعكاس لأولويات السياسة الخارجية للإدارة الجديدة لم يعيّن “بايدن” موفَداً دائماً بشأن سوريا، محذّرةً من أنَّ “بايدن” قد يجدُ أنَّ لأفعاله أو تقاعسه، في الملفّ السوري تأثيراً في تعاملاته مع موسكو وأنقرة وطهران.

وترى “بلومبيرغ” أنَّ سوريا ستشكّل “تحدّياً لصدقية تعهَّد الرئيس، بالاستناد في سياسته الخارجية إلى أكثرَ القيم الديمقراطية أهمية بالنسبة إلى أمريكا، بما في ذاك الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، وسيخضع ذلك لاختبارات مهمّة، إذ سيجري نظام الأسد انتخابات رئاسية في غضون شهرين، ونتائجها معروفة سلفاً.

ثم في تموز المقبل، ستلوّح روسيا مجدَّداً بحقِّ النقضِ (الفيتو) في مجلس الأمن، لحظر دخول مساعدات عابرة للحدود إلى سوريا، إذ تريد موسكو وصولها عبْرَ مناطق نظام الأسد، ما سيمكّن نظام الأسد من تجويع المعارضين لنظامه.

وللتعامل مع هذه التحدّيات، ستحتاج إدارة “بايدن” إلى إعادة بناء نفوذها سريعاً في سوريا، كما شدّدت “بلومبيرغ” على ضرورة حشدِ إدارة “بايدن” دعماً دولياً لدرءِ مناورات الأسد، وأنْ تضمن الولايات المتحدة رفضَ نتائجِ الانتخابات المرتقبة، إذا كانت مجرد تمثيلية بدعم من روسيا وإيران.

كذلك على الإدارة الأميركية ممارسة مزيد من الضغوط على نظام الأسد ورعاته، للامتثال لقرار أصدره مجلس الأمن (2254) في عام 2015، ينصّ على تنظيم الانتخابات الرئاسية والنيابية بإشراف الأمم المتحدة.

وخلصتْ “بلومبيرغ” إلى أنَّ “تطبيقاً صارماً للعقوبات”، وتعيينُ موفد للولايات المتحدة بشأن سوريا، سيوجّهان رسالةً مهمّة حول تصميم “بايدن” على تصحيح أخطاء أسلافه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى