يتخوّفونَ من كمينٍ جديدٍ .. قرارٌ لبنانيٌّ بالإفراجِ عن السوريينَ الستةَ
بعدَ مضي أكثرَ من أسبوع على تعرّض ستة لاجئين سوريين لعملية خطفٍ مريبةٍ، في محيط سفارة نظام الأسد في بيروت، وبعد أنْ جرى توقيفُهم من قِبل مديرية الأمن العام، كسبَ اللاجئون قرارَ المديرية بعدم تسليمهم إلى النظام، وفقَ ما أعلن وكيلُهم المحامي محمد صبلوح.
وقد شغلت عمليةُ اختطافهم الرأي العام، وتحديدًا المنظّمات الدولية، فتابعت منظّمة العفو الدولية قضيتَهم، وقدّم مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كتاباً لمديرية الأمن العام، طالبَ بعدمِ تسليمهم لنظام الأسد، ما يعرّضهم لخطر التعذيب والانتهاك في سجون النظام.
ويأتي هذا القرار تنفيذًا لما أعلنه المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، إذ قال قبل أيام إنَّ الأمن العام لن يرحّلهم وسيعملُ على تسوية أوضاعهم القانونية.
وحتى الآن، يستمرُّ توقيف اللاجئين، بانتظار انتهاء الإجراءات الروتينية للإفراج عنهم بين اليوم وغدًا. وأكّد المحامي صبلوح لموقع “المدن” اطّلاعه على قرار الإفراج.
ومن بين هؤلاء، استطاع عمار قزاح (27 عاماً) الحصول على جواز سفره من سفارة النظام، بواسطة والده، وهو يستعدُّ للسفر إلى مصر.
فيما يصرُّ اللاجئون الآخرون على سفرهم من لبنان، خوفًا من تعرّضهم لكمين اختطاف جديد، خصوصا ًأنَّ تسليطَ الضوء على قضيتهم بالإعلام يثير استفزاز سفارة النظام وسلطاته.
حيث تجلّى الأمر برفض إعطاء جوازات السفر للاجئين الخمسة، توفيق الحاجي (35 عامًا)، محمد الواكد (29 عامًا)، محمد عبد الإله (26 عامًا)، إبراهيم الشمري (30 عامًا)، أحمد العيد (24 عامًا).
وباستثناء توفيق الحاجي، فإنَّ الأربعة هم عسكريون منشقّون عن قوات الأسد. وهو ما يفاقم أوضاعَهم تعقيدًا وخطورة.
ويشير “صبلوح” إلى أنَّه عند لقاء اللاجئين بالسجن، هدّدوا بالانتحار في حال اتّخذت المديرية قرارَ تسليمهم لنظام الأسد.
ويتحدّث إبراهيم الشمري عن مأساة عائلته بالحرب، إذ دفن 4 من أشقائه قتلوا على يد قوات الأسد.
كما شارك بدفن عددٍ كبيرٍ من أصدقائه في السنوات الفائتة. وكان شاهدًا على تعرّض جثثهم لشتّى أشكال التنكيل وندوب الاحتراق داخل السجون.
وتستمرُّ الضغوط على سفارة النظام لإعطاء اللاجئين جوازات سفرهم، فيما تتذرّع بعدم الحصول على إذن رسمي بذلك من السلطات في سوريا.
وسيبقى اللاجئون الخمسة في لبنان، رغمَ قلقهم وخوفهم من نصب الكمائن لهم، بانتظار الحصول على باسبوراتهم، للسفرِ إما إلى تركيا أو إلى إحدى الدول الأوروبية.