3 سنواتٍ على استهدافِ قواتِ الأسدِ مدينةَ “خانَ شيخون” بالكيماوي

يصادف اليوم السبت الرابع من أبريل/نيسان، الذكرى السنوية الثالثة للهجوم الكيماوي الذي نفّذته قواتُ الأسد على مدينة “خان شيخون” بريف إدلب، الذي راح ضحيته أكثر من 100 مدني.

ولم يتوقّفْ النظام عن استهداف خان شيخون بعد استخدام السلاح الكيماوي، بل واصل قصفه الجويَّ والبريَّ عليها حتى تمكّن في أيار/ مايو الماضي من السيطرة عليها بمساندة روسيا والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران.

ورغم أنّ المدينة تقع ضمن منطقة “خفض التصعيد” التي تمّ التوصلُ إليها في مباحثات أستانا، إلا أنّ ذلك لم يمنعْ النظام وحلفاءه من استهدافها والسيطرة عليها.

ويعيش سكان خان شيخون في المخيمات في حالةِ حزنٍ على فراقهم لمدينتهم، التي لم يتحرّك المجتمع الدولي لمحاسبة الجاني ولا لإعادتهم إليها رغم تعرّضها للقصف بأكثر الأسلحة المحرمة دولياً.

وروى محمد أبو أحمد لوكالة الأناضول ما شهده في المدينة أثناء استهدافها بالسلاح الكيماوي.

ويقول أبو أحمد: “استيقظنا بحدود الساعة 7.30 صباحاً على أصوات طائرات فوق المدينة وبعدَها بنحو نصف ساعة رأينا عدداً كبيراً من الجثث في الشوارع”.

ويوضّح أنّ “الناس حين سمعوا أنّ النظام استهدف المدينة بالكيماوي خرج معظمهم من البيوت لا يعرفون ماذا يفعلون ومات من مات خارج منزله ومات آخرون داخل بيوتهم”.

ويصف أبو أحمد ما حدث بـ”المجزرة”، مشيراً أنّ الجثث بقيت لأكثر من ساعتين في الشوارع دون أنّ يجليها أحد، إذ أصيب كذلك طواقم الدفاع المدني التي أتت لإسعافهم.

ويشير النازح أنّ قتلى القصف نُقلوا بعدَ ذلك إلى أحد المراكز الصحية، ولكثرةِ عددهم كانوا مكدّسين فوق بعضهم في المركز.

ويذكر الرجل أنّ النظام سيطر على خان شيخون بعد تدميرها وتشريد أهلها، لافتاً أنّ سكان المدينة توزّعوا في مخيمات الشمال السوري.

وأعرب أبو أحمد عن أمنيته بالعودة إلى المدينة ولقاء جيرانه مجدّداً.

أما النازح “أبو دياب” وهو أيضاً من خان شيخون، يقول إنّه “لن ينسى ذلك اليوم حين ارتفع دخان أصفر من جانب فرن المدينة وهي النقطة التي ألقي عليها الصواريخَ المحمّلة بالمواد الكيماوية”.

ويضيف: “كان الجميع في حالة هلع يصرخون أنّ المدينة تمّ استهدافها بالسلاح الكيماوي، وذهبت أنا إلى بيت أختي الواقع بقرب الفرن، حيث بدأت أشعر بحرقة في عيوني لدى اقترابي، وعند وصولي بدراجتي النارية غادرتُ على الفور وهذا ما قلّل من تأثير الغاز عليَّ”.

وفي سبتمبر/أيلول 2017، أكّدت لجنة التحقيق الدولية المشتركة، الخاصة بالبحث في استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا، أنّ نظام الأسد استخدم غاز السارين في مجزرة الكيميائي التي وقعت ببلدة “خان شيخون”، يوم 4 أبريل/نيسان الماضي.

وفي 4 أبريل 2017، قُتِلَ أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنّته طائرات نظامُ الأسد على “خان شيخون”، وسط إدانات دولية واسعة.

وأنشئت اللجنة المشتركة المكلّفة بالبحث في استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا، بموجب قرار من مجلس الأمن (رقم 2235)، عام 2015.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى