إدارة “فيسبوك” تحذف منشورات وتسجيلات تنعى “الساروت”.. والسوريون يردون على ذلك (صور)
اشتكى مئات من السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس الاثنين إدارة موقع “فيسبوك”، عقب حذف العديد من المنشورات التي كانت قد نعت “عبد الباسط الساروت”، شهيد الثورة السورية، بحجة “مخالفة قوانين النشر” و”الإساءة لمعايير المجتمع” في المنصة الاجتماعية.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد ضجت خلال اليومين الماضيين بعشرات الآلاف من الصور والفيديوهات والمنشورات التي تتحدث عن “الساروت” الذي قضى متأثراً بجراحه في معارك ريف حما ة الشمالي.
وفي سياق الموضوع، أعلن العديد من مستخدمي موقع “فيسبوك” أنهم تلقوا رسائل من إدارة موقع التواصل الاجتماعي، تخبرهم فيها عن حذف منشورات ينعون فيها الشهيد “الساروت”.
وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن إدارة فيسبوك حذفت منشوراتهم بسبب حظر فيسبوك للمنشورات التي تشير إلى حمل السلاح أو تحتوي على صور دامية أو كلمات عنصرية، إضافة إلى تبليغات من مؤيدي نظام الأسد.
وذكر الصحفي والكاتب السوري “ياسين الحاج صالح” أن فيسبوك حذف منشوراً كان قد تحدث فيه عن “الساروت”، واصفاً فيسبوك بأنه تحول إلى محكمة إرهاب أسدية.
وكتب الممثل السوري “مازن الناطور”: “وردتني رسالة من إدارة فيسبوك هذا الصباح، مفادها أنني قمت بكسر ومخالفة قوانين النشر، وأن منشوري الأخير يسيء الى المجتمع، وبناء عليه تم الحذف”.
وأضاف “الناطور” بقوله: “إن منشوري الأخير كان عبارة عن صورة مرفقة بنعوة للشهيد البطل عبد الباسط الساروت، الأيقونة الثورية السورية الجديدة، والتي سيبقى صاحبها خالداً أبداً في ضمير كل الأحرار في العالم، وكل ما كتبته في النعوة هو (الرحمة والسلام، المجد والخلود لروحك الطاهرة، الساروت شهيدًا جميلًا)، أي إساءة في هذا؟”.
وعلق أيضاً الفنان “فارس الحلو” قائلاً: “فيسبوك حذف منشوراً نعيت فيه الساروت، إلا أن التوضيح نفسه اختفى بشكل مفاجئ، ولم يعرف بعد ما إذا كانت إدارة فيسبوك حذفته أيضاً”.
وأضاف الناشط السوري “ماهر أختيار” أن “إدارة فيسبوك حذفت مجموعة (منتدى السوريين في فرنسا)، والتي تتضمن أكثر من 55 ألف عضو، نتيجة التبليغات الكثيرة، بعد السماح بمشاركة العديد من المنشورات، المتضامنة المتعاطفة مع قصة ومواقف عبد الباسط الساروت”.
وكتبت الإعلامية السورية “نسرين طرابلسي”: “الفيس بوك حذفلي فيديو اللايف تبع وقفة الساروت مبارح، ولك نحنا دراويش منحزن، منكتب بوست فشة خلق، منعمل وقفة للساروت بالورد والشمع، بس مو نحنا المتنمرين ولا نحنا القادرين للأسف”.
كما علق الصحافي “عبد الناصر العايد” على الموضوع قائلاً: “الساروت ليس بحاجة لموقع (فيسبوك) أساساً، وما أعرفه أنه لم ينشئ حساباً عليه يوماً، صورة البطل بكل قلب حر شريف”.
في حين قال السوري “عبد العزيز قطيش”: “السبب حتماً تبليغات الشبيحة وليس (فيسبوك) بالتأكيد، لكن الساروت إن شاء الله أكبر منهم ومن أفعالهم”.
وكتبت السورية “رنا الجندي”: “إدارة (فيسبوك) انزعجت من صور الساروت وأشقائه وحذفوا منشوري، سأنشره حتى لو حذفوه ألف مرة”، وكانت “الجندي” قد نشرت صورة للشهيد وشقيقيه اللذين استشهدا أيضاً على يد نظام الأسد، ونعته قائلةً: “غصة في الحلق وجرح في القلب، جرح بحجم الوطن، كيف سأنام وهذه الصورة أمامي، يا الله سورية بأكملها مجروحة، فالساروت جمعنا على حبه”.
يذكر أن اسم “عبد الباسط الساروت” الذي كان حارساً لنادي الكرامة الحمصي، برز كأيقونة في الثورة السورية منذ اندلاعها، إذ شارك في عدد كبير من المظاهرات وقاد بعضها في مدينة حمص حتى لقب بـ “بلبل الثورة”، بعد تأليفه للعديد من الأغاني الثورية التي أداها بصوته وسط الجماهير الغفيرة، وعلى رأسها أغنية “جنة جنة جنة، جنة يا وطنا”، وواصل كفاحه ضد نظام الأسد مطالباً بالحرية، حتى استشهاده متأثراً بجراحه، أثناء قتاله في معارك شمال حماة يوم السبت بتاريخ 8 حزيران الجاري.