مصادرُ عسكرية تكشفُ ما وراءَ تحركاتِ قواتِ الأسدِ وميليشياتِها الأخيرةِ على جبهاتِ ريفِ حماةَ
كشفت مصادرُ عسكرية من الفصائلِ الثورية في ريف حماة الشمالي يوم أمس الثلاثاء معلوماتٍ حولَ ما تمّ تداولُه حول التحرّكاتِ العسكرية لقوات الأسد والميليشيات المساندة لها على جبهات ريف حماة، مشيرةً إلى أنّها “عملية إعادة تموضع وتبديل للقوات”، نافيةً أن يكون هناك أيُّ انسحابٍ لها.
ولفتت المصادرُ إلى أنّ قواتِ الأسد قامت بسحب مجموعات الميليشيات المحلية والدفاع الوطني والقوات الرديفة من كاملِ جبهات ريف حماة الشمالي، وذلك بعد خسائرها المتوالية أمام الفصائلِ الثورية، واستبدلتها بقوات نظامية من جيش الأسد.
ولفتت المصادر إلى أنّ القواتِ التي تحركّت من جبهات “بريديج” و”تل ملح” وصلت إلى محاور معسكر “جورين” والمناطق المحيطة بها في سهل الغاب بريف حماة الغربي، إضافة لتحرّك ميليشيات أخرى باتجاه مناطق من “ريف حلب”، فيما حلّت محلّها قطعٌ عسكرية من جيش الأسد قادمة من مناطق درعا وريف دمشق.
الجدير بالذكر أنّه كان قد تمّ تداولُ معلوماتٍ عسكرية من فصائل الثوار في ريف حماة الشمالي، بأنّها رصدت تحرّكَ قواتٍ تابعةٍ للأسد في ريف حماة الشمالي وانسحابها من عدّةِ مواقعَ لها.
وجاء في المعلومات أنّ قواتِ الأسد تجمّعت في منطقة “بريديج”، ومعها آلياتٌ عسكرية وعناصرُ من مختلف الميليشيات، وتحرّكت صباحاً من الموقع إلى جهة مجهولة، كما أنّ فصائلَ معركة “الفتح المبين” تراقب هذه التحركّاتِ عن كثب.
وتشير المعطياتُ إلى أنّ قواتِ الأسد تنوي التجهيز لعمل عسكري جديد في المنطقة، تحاولُ من خلالها استعادة المناطق التي عجزت القواتُ المنسحبةُ عن التقدّمِ إليها، علاوةً عن الخسائرِ الكبيرة التي خسرتها، وحالةِ الانهيار العسكرية والنفسية التي تعيشها.
ويأتي هذا التحرّكُ في وقت تشهد فيها جبهاتُ ريف حماة الشمالي هدوءاً نسبياً منذ عدّةِ أيام، بعد معاركَ عنيفةٍ على جبهة “الحماميات”، والتي تكبّدت فيها تلك القواتُ خسائرَ كبيرة في العدْة والعتاد، إضافة لعجزِ قواتِ الأسد خلال المرحلة الماضية عن تحقيق أيِّ تقدّمٍ حقيقي على الأرض خلال الأشهر الماضية.
ومضى أكثرُ من شهرين ونصفٍ على بدءِ الاحتلال الروسي وقواتِ الأسد حملتَهما العسكرية المشتركة على منطقة خفضِ التصعيد الرابعةِ في الشمال السوري، والتي تشمل أريافَ “إدلب وحماة وحلب الغربي واللاذقية”، دون التمكّنِ من تحقيق أيَّ هدفٍ من أهداف تلك الحملة سوى ارتكاب المئات من الجرائمِ بحقّ المدنيين القاطنين في المناطق المحرّرةِ.