منظمةٌ حقوقيةٌ: اختفاءُ وموتُ تحتَ التعذيبِ للاجئينَ العائدينَ لمناطقِ سيطرةِ نظامِ الأسدِ
وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إخفاءَ نظام الأسد 638 لاجئاً عادوا قسرياً إلى سورية، واستشهاد 15 تحت التعذيب، مشيرةً إلى أنّ نظام الأسد لا يزال يشكّل تهديداً عنيفاً بربرياً وعلى اللاجئين السوريين عدم العودة مطلقاً إلى سورية.
واستعرض التقريرُ الذي أصدرته الشبكةُ أمس الخميس، “الظروف المأساوية التي يعاني منها اللاجئون بشكلٍ خاص في دول الطوق، وتراجعَ مستوى الدعم والخدمات، وارتفاع نِسَبِ التهديد والعنصريةِ بحقّهم، وتحميلهم مسؤوليةَ مشكلات المياه والهواء والانتخابات والقمامة، دون الأخذ بنظر الاعتبار أنَّ هؤلاء اللاجئين هم مشرّدون قسرياً أولاً، وأنَّ معظمهم قد فقدَ منزله وعمله ثانياً في مواجهة أعتى أنظمة الحكم الوحشي في العصر الحديث”.
وأوضح أنَّ نسبة الذين عادوا إلى المجموع الكلّي للاجئين لا تتجاوز الـ 6 في المئة في حدِّها الأقصى، وهي نسبةُ عودة اللاجئين “طوعياً” من لبنان، وهي أقلّ من ذلك بكثير في الأردن، ولا تكاد تتجاوز الـ 2 في المئة، وهذا مؤشر على أنَّ اللاجئين لا يثقون مطلقاً بنظام الأسد ولا بأجهزته الأمنية ولا بميليشيات الاحتلالين الروسي والإيراني.
وأضاف أنّ محاولاتٍ للفرار من داخل سورية واللجوء إلى مختلف دول العالم لا تزالُ مستمرة، وأكّد أنّ هذا الوضع سيستمر في ظلِّ انعدام أيِّ أفق لأيّة تسويةٍ سياسية عادلة تُحقِّق أبسط مطالب السوريين في محاسبة مرتكبي الجرائم ضدَّ الإنسانية، وإقالةِ الحكومة ونظام الأسد.
وكشفَ التقرير زيفَ تصريحات المحتل الروسي، ومدى الرعب والتهديد الذي ينتظر اللاجئين العائدين إلى مناطق سيطرة نظام الأسد.
ولفت إلى أنّ النظام “يحاول الاستفادة قدْرَ الإمكان من عودتهم عبر استخدامهم في عمليات التجنيد، وعبر إظهار أنّ البلاد في حالة استقرار مؤكّداً أنّ المحتل الروسي، أيضاً يرغب في الإيحاء بتلك الصورة، ليطلبَ من المجتمع الدولي البدءَ بعملية إعادة الإعمار”، وأشار إلى أنّ نظام الأسد لم يبذل أيَّ جهود تذكر في العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية والخدمية للمناطق التي أعاد السيطرة عليها بمساندة الاحتلال الروسي.
ووثَّق التقرير منذ مطلع عام 2014 حتى آب الجاري ما لا يقلّ عن 1916 حالة اعتقال بينها 219 طفلاً و157 سيدة، للاجئين عادوا من دول اللجوء أو الإقامةِ إلى مناطق إقامتهم في سورية، جميعُهم تمّ اعتقالُهم على يد قوات نظام الأسد.
ووفق التقرير فقد أفرج نظامُ الأسد عن 1132 حالة وبقي 784 حالة اعتقال، تحوَّل 638 منها إلى حالة اختفاء قسري، وسجَّل استشهاد 15 حالة بسبب التعذيب، 11 ممن قد قضوا بسبب التعذيب كانوا قد عادوا من لبنان.
ولفتَ إلى أنَّ نظام الأسد بعد أنْ أفرج عن 1132 حالة، عاد واحتجزً عدداً منها، وأجبرَ الأشخاص على الالتحاق بالتجنيد العسكري، وتركَّزت عملياتُ الاعتقال بحقّ اللاجئين العائدين بشكلٍ مباشرٍ عند المعابر الحدودية.
وأشار التقريرُ إلى توثيق اعتقال ما لا يقلّ عن 426 نازحاً عادوا إلى مناطق يسيطر عليها نظامُ الأسد، من بينهم 13 طفلاً و11 سيدة، أفرج عن 119 حالة وأبقى على 307، تحوَّل منها 284 إلى مختفين قسرياً، واستشهد اثنان بسبب التعذيب.
وأوضحَ أن نظام الأسد بعد أنْ أفرج عن 119 حالة، عاد واحتجز عدداً منهم، وأجبر الأشخاصَ على الالتحاق بالتجنيد العسكري.
وبحسب التقرير فقد تركّزت عملياتُ الاعتقال في الريف الشرقي لمحافظتي حماة وإدلب الخاضعِ لسيطرة نظام الأسد، وفي مدينة حلب، ومحافظة ريف دمشق بشكل عامٍ وفي منطقة الغوطة الشرقية بشكلٍ خاص.