موتٌ سريريٌ لاقتصادِ نظامِ الأسدِ.. الليرةُ السوريةُ تحطّمُ رقماً قياسياً جديداً مقابلَ الدولارِ الأمريكي
واصلت الليرة السورية انخفاضها المتسارع أمام العملات الأجنبية الرئيسية الأخرى اليوم الثلاثاء، وذلك مع تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد منذ الأمس ضعف سعره المحدّد من قبل المصرف المركزي التابع لنظام الأسد.
حيث مرّت الليرة السورية في أسواق دمشق مساء أمس الاثنين بتذبذب متصاعد وصل إلى مشارف الـ (1000) ليرة مقابل الدولار الأمريكي بتسجيلها (980) ليرة، قبل أن تعود إلى (950) ليرة في تعاملات اليوم الثلاثاء، لتحطّم الرقم القياسي بالقيمة الأدنى في تاريخها.
وتجاوز سعر صرف العملة الأوروبية الموحّدة (يورو) الـ (1000) ليرة بتسجيله (1053) ليرة، في حين ارتفع سعر غرام الذهب عيار (21) مجدداً ليصل إلى (38243) ألف ليرة سورية مقابل الغرام الواحد.
وعلى الرغم من الانهيار المتواصل بقيمة سعر صرف الليرة ما يزال المصرف المركزي التابع للنظام يطرح سعر (436) ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي.
ويأتي ذلك وسط عجز مؤسسات النظام عن التدخّل لوقف هذا الانهيار الذي تسبّب بارتفاع جنوني للأسعار، ما فاقم من الصعوبات المعيشية للسكان في مناطق سيطرة النظام على وجه الخصوص.
كما أنّه ما يزال هناك العديد من العوامل التي ساعدت في الموت السريري للعملة السورية، كفساد مسؤولي نظام الأسد، وعدم إيجاد الحلول الاقتصادية المناسبة، وقيام النظام بتعويم أوراق نقدية فئة 2000 ليرة التي ليس لها رصيد، إضافة إلى انعدام الثقة بين تجار النظام الداعمين له وبين شركائهم رؤساء الفروع الأمنية والمسؤولين في النظام.
يُشار إلى أنّ ما يُشاع بأنّ المصرف المركزي التابع للنظام قد أعلن إفلاسه ليس إلا خبراً بائتاً ومتأخر كثيراً، فالمصرف المركزي أكل مخزونه من الذهب والعملات الأجنبية منذ سنوات، حيث كانتْ روسيا وإيران تضخان الحياة في المصارف والأسواق التابعة للنظام سعياً في إحيائها، وعلى ما يبدو أنّهما وصلا إلى نهاية الطريق، فقد ظنّا أنّ المشكلة ستُحلّ في مدّة قصيرة، ولكن عقداً من الزمن تقريباً أرهق كاهل المحتل، والظاهر أنّه سحب يديه من الاقتصاد السوري وأظهره على حقيقته.