المبعوثُ البريطاني الجديدُ: لا حلٌّ عسكريُّ للأزمةِ السوريةِ
قال المبعوث البريطاني الجديد إلى سوريا, “جوناثان هارغريفز”، إنّ لا حلٌّ عسكريٌّ للأزمة السورية، مؤكّداً أنّ “الحلَّ السياسي” عبْرَ دعمِ مهمّة المبعوث الأممي “غير بيدرسن” لتحقيق السلام وإرساءِ الاستقرار والأمن المستدامِ لصالح سوريا.
وقال “هارغريفز” على موقع “تويتر” أمس الاثنين، “أبدأ من اليوم عملي كممثل خاص للمملكة المتحدة إلى سوريا. وبعد مرور 3 سنوات من عملي مديراً للتنمية ومشرفاً على برنامج الاستجابة البريطاني بقيمة 3.3 مليار جنيه إسترليني للأزمة السورية الراهنة، شاهدت بنفسي كيف أنّ هذا الصراع الخطير هو مأساة إنسانية كبيرة قبلَ أيِّ اعتبار آخر، وذات آثار مدمّرة على العديد من المواطنين السوريين”.
وإذ أشار إلى اقتراب الذكرى العاشرة لبدءِ الاحتجاجات السلمية، قال, “يستمرُّ النزيف البشري في التسارع بلا توقّف أو تؤدَة, ومع حلول فصلِ الشتاء القاسي، تزداد ندرةُ الغذاء والوقودِ في الداخل السوري مع ارتفاعِ التكاليف”.
وأضاف, “يقول مكتبُ الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنّ عدد المواطنين السوريين الذين هم في حاجة ماسّة إلى المساعدات الإنسانية قد بلغ 13 مليونَ شخصٍ، بزيادة مليوني شخص عن الفترة نفسها من العام الماضي, إنّني فخورٌ بأنّ المملكة المتحدة لا تزال في طليعة الاستجابة الإنسانية لتلك الأزمة الكبيرة، مع التركيز على الأفراد الذين هم في أمس الحاجة إليها أينما كانوا”.
وأعلن “هارغريفز” عن التزام بلاده المتواصل بمساعدة اللاجئين السوريين في كلٍّ من تركيا، والأردن، ولبنان، وغيرِ ذلك من المجتمعات الأخرى المضيفة لهم”, معتبراً أنّه “ليس من الآمن حتى الآن الإقدام على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم”.
وتابع المبعوث البريطاني الجديد, “الأزمةُ السورية في معناها الأصيل هي كارثة من صناعة الإنسان، ولا يمكن لها أنْ تنتهيَ إلا باعتماد الوسائل السياسية دون العسكرية”, مؤكّداً “دعمَ السيد غير بيدرسون مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، مع العملية السياسية التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة من أجل تحقيق السلام وإرساء الاستقرار والأمن المستدام لصالح سوريا وصالح الشعب السوري”.
وشدّد أنّه “لا بُدَّ للانتهاكات المروّعة للقانون الإنساني، والدولي، وقانون حقوق الإنسان في سوريا أنْ تتوقّفَ تماماً”, معلناً أنَّ بلاده “سوف تتّخذ كلّ ما في وسعها من تدابير من أجل محاسبة نظام الأسد وأنصاره على تلك الفظائع التي ارتُكِبت في حقِّ الشعب السوري”.
وكان سلفُه “مارتن لنغدن” كتبَ في ختام مهماته أنّ سوريا أصبحت على “حافة الهاوية”، وحذّر من وعكة سياسية كبيرة ستعصفُ بها، واصفاً ما يجري للشعب السوري بـ”وصمة العار في وقت لا يملك فيه نظامُ الأسد أو موالوه إجابات موثوقة عن الطريقة التي يمكن من خلالها إصلاحُ تلك المشكلات”.