معهدُ واشنطنَ: “بشارُ الأسدِ” يمنحُ “جو بايدن” كلَّ الأسبابِ لإعطاءِ الشأنِ السوري الأولويةَ
اعتبر “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، أنَّ “عدم شرعية نظام الأسد وجرائمه بحقِّ السوريين وإهمالَ الوضع الداخلي بمناطق سيطرته”، توفرُ أسباباً كافية لتغيير نهج واشنطن تجاه سوريا، حتى لو لم تكن المخاطرُ الإقليمية والجيوسياسية المتزايدة كافيةً بحدِّ ذاتها.
وقال المعهد في تقريره إنَّ الرئيس الأمريكي “جو بايدن” يفكّر في أفضل نهج لواشنطن تجاه المآزق السورية التي أربكت الإدارتين السابقتين، ويمكنه بثقة أنْ يتوصَّل إلى نتيجة واحدة على الأقلِّ: لقد تخلَّى نظام بشار الأسد عن جميع مستويات المسؤولية كحاكم شرعي.
وأضاف أنَّ “جزءاً من هذا الاستنتاج من الملفّ الهائل لانتهاكات النظام لحقوق الإنسان”، فقد “خذل نظام الأسد سوريا وشعبها بطرقٍ أكثرَ شمولية أيضاً”، محذّراً من أنَّ “زعزعة الاستقرار والانتشار الإقليمي والاستغلال من قِبل خصوم الولايات المتحدة ستزداد إذا التزمت إدارة بايدن بسياسات الوضع الراهن”.
وأوضح أنَّه “إذا كانت الإدارة الجديدة جادةً في تعويض أخطاء (إدارة أوباما) واستعادةِ مكانة أمريكا العالمية، فعليها أنْ تتجنَّب الافتراضات الاستراتيجية المعيبة التي أدَّت إليها”، وهذا يشمل فكرة أنَّ السياسة المتعلِّقة بسوريا يمكن إدراجُها في إطار المفاوضات النووية الإيرانية، والتضحية بها بشكل أساسي من أجلها.
وبدلاً من ذلك، رأى المعهد أنَّه يجب على واشنطن أنْ تعمل وفقاً للافتراض المعاكس: سوريا هي نقطة ارتكاز سياسة إيران الإقليمية، لذا فإنَّ اتباع سياسة أمريكية أكثر نشاطاً وبراعة هناك يمكن أنْ يخلق نفوذاً إضافياً ضدَّ طهران.
وأكَّد أنَّ سياسة إيران الخارجية الإقليمية ستتقوض بأكملها بدون نظام الأسد، لأنَّ سوريا هي امتداد مركزي في الجسر البري بين إيران والعراق ولبنان الذي يربط ما يسمى بـ”محور المقاومة”.
وخلص إلى أنَّ سوء الإدارة، وعدم شرعية نظام الأسد وإهمال الداخل، والإجرام توفِّر أسباباً كافية بحدِّ ذاتها لتغيير نهج واشنطن تجاه سوريا، ولكن مع ذلك، فإنَّ “إعادة تنشيط سياسة أمريكية جادة تجاه سوريا أمرٌ بالغُ الأهمية حتى من منظور السياسة الواقعية البحتة ومنافسة القوة، حتى لو كان ذلك فقط لكبح تقدُّم الخصوم الأمريكيين في طهران وموسكو”.
واستعرض التقريرُ مجموعة من الأسباب التي منحها الأسد إلى “بايدن” للتركيز على سوريا، ومن بينها، فشلُ نظام الأسد الرعاية الصحية في سوريا نتيجة “الخطوات الدبلوماسية والعسكرية اللاإنسانية التي اتَّخذها الأسد وحلفاؤه، لا سيما روسيا، على مرِّ السنين”.
وتطرَّق إلى المشاكل الاقتصادية في سوريا، والتي لم تكن بسبب العقوبات بحسب اعتراف “بشار الأسد” نفسه، الذي قال سابقاً “دفعنا ثمنَ إغلاق البنوك في لبنان”، وأنَّ الأزمة الحالية “ليست مرتبطة بالحصار (العقوبات)”.
وأشار التقرير إلى أنَّ “بشار الأسد” لا يزال العائق الرئيسي أمام عودة ملايين اللاجئين السوريين إلى ديارهم”، كما تحدَّث عن التدهور البيئي وصعوبة مواجهة النظام السوري للتحدِّيات في هذا الجانب.