مسؤولٌ أمريكيٌ ينتقدُ زيارةَ وزيرِ خارجيةِ الصينِ إلى سوريا
علّق نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لشؤون آسيا والمحيط الهادي، بيتر بروكس، على زيارة لوزير الخارجية الصيني، كان قد أجراها مؤخّراً إلى دمشق.
معتبراً أنَّ الصين تحاول تعزيز دورها في سوريا لتكون بديلاً عن الولايات المتحدة، ولتجعلَ من دمشق جزءاً من مبادرة “الحزام والطريق”، الذي يوفّر لها وجوداً في البحر الأبيض المتوسط.
حيث قال المسؤول الأمريكي، إنَّ أهمية سوريا بالنسبة للصين تكمن في موقعها الاستراتيجي ، إضافةً إلى المنظمات الدولية التي تنتمي لعضويتها، و الثروات الطبيعية، مثل النفط، الذي تبحث الصين باستمرار عن مصادر دائمة لتوريده.
وأشار إلى “رغبة الصين بأنَّ تكون البديل للولايات المتحدة في المحيط الهادئ، وأيضاً في الشرق الأوسط”.
كما أكّد المسؤول أنَّ دمشق، التي لا تمتلك الكثير من الأصدقاء، تهتمُ جداً بالحصول على حليف قوي اقتصادياً وعسكرياً إلى جانب روسيا، “لموازنة الدور الروسي في البلاد”، والحصول على مساعدات اقتصادية، والمساعدة في ملفّ إعادة الإعمار، وفقاً لقناة الحرّة الأمريكية
نوّه المسؤول الأمريكي أنَّه : “ومع هذا فإنَّ الصين لم تفعل الكثير حتى الآن”، متوقّعاً أنْ تكون روسيا مهتمّة بمراقبة العلاقة الناشئة مع الصين في سوريا للمراحل المقبلة، ولفت بروكس إلى أنَّ الصين لديها سياسة خارجية “انتهازية”، حيث تبحث عن أصدقاء في الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، لتمرير مشاريعها أو عرقلة المشاريع المناوئة لها، “فهي بلدٌ لا يهتم كثيراً بسجل حقوق الإنسان في البلدان التي تتحالف معها”.
وخلال زيارة أجراها إلى دمشق، قدَّم وزير الخارجية الصيني “وانغ يي” مقترحاً من أربع نقاط لحلّ القضية السورية، أولها “يتعيّن احترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية، واحترام خيار الشعب السوري والتخلي عن وهم تغيير النظام، وترك الشعب السوري يحدّد مستقبل ومصير بلاده بشكل مستقل”.
مؤكّداً أنَ الصين تدعم سوريا بقوة في استكشاف مسار التنمية الخاص بها بشكل مستقلّ وحماية الوحدة والكرامة الوطنيتين.
أما النقطة الثانية فتقول: “ينبغي وضعُ رفاهية الشعب السوري في المقام الأول ويتعيّن تعجيلُ عملية إعادة الإعمار”، وتعتقد الصين أنَّ الطريق الرئيسية لحلِّ الأزمة الإنسانية في سوريا يمرُّ عبرَ رفعِ جميع العقوبات الأحادية والحصار الاقتصادي عن سوريا بشكلٍ فوري”
وينبغي توفيرُ المساعدة الدولية لسوريا بناءً على احترام السيادة الوطنية السورية وبالتشاور مع الحكومة السورية.
و “دعم موقف حازم بشأن مكافحة الإرهاب بفاعلية”، وتؤكد الصين ضرورة مكافحة المنظّمات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن، ورفض ازدواجية المعايير، كما يتعيّن احترام الدور “الرائد للحكومة السورية” في مكافحة الإرهاب على أراضيها، وفقَ تعبيره.
كما ينبغي رفض جميع المخطّطات المحفزة على الانقسامات العرقية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، ويتعيّن أيضاً الاعتراف بالتضحيات والإسهامات السورية في مكافحة الإرهاب، على أنْ تدعمَ الصين الموقف السوري الخاص بمكافحة الإرهاب وستشارك مع سوريا في تعزيز التعاون العالمي بشأن مكافحة الإرهاب.
وأوضح وانغ أنَّ النقطة الرابعة في “دعم حلٍّ سياسي شامل وتصالحي للقضية السورية”، وتدعو الصين إلى دفع التسوية السياسية للقضية السورية بقيادة السوريين، وتضييق الخلافات بين جميع الفصائل السورية من خلال الحوار والتشاور، وإرساء أساس سياسي قوي للاستقرار والتنمية والنهوض على المدى الطويل لسوريا.
وتعتبر الصين من حلفاء النظام الرئيسيين إلى جانب روسيا، حيث تدعم الصين نظام الأسد سياسياً، واستخدمت حقَّ النقض الفيتو مع روسيا في تعطيل القرارات الدولية التي تدين جرائم النظام، ولاتزال تقدّم له الدعم الكامل عسكرياً واقتصادياً لمواصلة القتل وتدمير في سوريا