الميليشيات الإيرانية تتّخذ شكلاً جديداً للتموضعِ في دير الزور وحلبَ
بدأ الاحتلال الإيراني يتّخذ شكلاً جديداً في سوريا، عقبَ التمركز العسكري لميليشياته في مختلف مناطق سيطرة نظام الأسد.
وفي تقرير لموقع “تلفزيون سوريا”، قال إنَّ الاحتلال الإيراني كان يصرُّ بشكلٍ واضح على التدخل في سوريا لصالح نظام الأسد، مضيفاً أنَّه بعد عقدٍ من الزمن بدأ يتّضح أنَّ التموضع الإيراني بات اليوم يتّخذ شكلاً ثقافياً واجتماعياً أوسعَ عقبَ التموضع العسكري في مناطق بعينها.
ونقل الموقعُ عن مصادر قولها، “إنَّ المركز الثقافي الإيراني في حلب افتتح مركزاً تعليميّاً لاستقطاب الشباب الجامعيين في منطقة المشهد بمدينة حلب، يستهدف المركزُ طلابَ الجامعات في المدينة عبرَ تقديم تدريبات ودعمٍ معلوماتي لهم”.
وأوضحت المصادر أنَّ المركز الإيراني يضمُّ مخابر غرفة مليئة بأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة العرض وغيرها من لوازم التعليم، كما يحتوي على جميع الدورات اللازمة للطلاب، منها دوراتٌ لتعليم اللغات الفارسية والإنكليزية والفرنسية.
وتشير المصادر إلى أنَّ كلفة التسجيل في الدورة لا تزيد على خمسة آلاف ليرة سورية، مع توفّر كلّ المواد والمعدّات اللازمة، للدورات، بهدف استقطاب الشباب ونشرِ التشيّع بين صفوفهم.
كما سبق وأنْ افتتحت ميليشيا “لواء محمد الباقر” المدعومة من الاحتلال الإيراني، قبل عدّة أشهر، محلاً لبيعِ اللحم الأبيض في أحد أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام.
ونقل الموقع عن مصادر محليّة، قولها، إنَّ ميليشيا “لواء محمد الباقر” الإيرانية التي يقودها خالد الحسن في مدينة حلب افتتحت محلاً لبيع الدجاج في حي المرجة، وأطلقت عليه اسم “كربلاء للفروج”.
وأضافت المصادر أنَّ الهدف من تسمية المحل هو خطوة باتجاه سياسة “التشيّع” التي تتبعُها إيران في مدينة حلب بعدَ افتتاحها منذ سيطرتها على المدينة سبعَ حسينيّات ومركزاً ثقافياً إيرانياً في الحي لنشر المعتقدات الدينية.
وأوضحت المصادر أنَّ غالبية الميليشيات الإيرانية تقيم في حي المرجة بمدينة حلب حيث يحتوي على العديد من الحسينيات وتقام فيه مراسمُ عاشوراء.
أما في دير الزور، فقد حوّلت الميليشيات الإيرانية كلية التربية ومعهد الحاسوب في المدينة إلى ثكناتٍ عسكرية، كما لا تزال ميليشيا “الحرس الثوري” تستولي على منازل المدنيين وتسجّلها باسم عناصرها من الجنسية الإيرانية.
وقال مصدر من دير الزور، إنَّ قيادة ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، جدّدت مقبرة قديمة خلف مسجد عائشة أم المؤمنين، ووضعت عليها رايات مذهبية، بعد ما روّجت رواية مفادٌها، أنَّ المقبرة تضمُّ رفات عدد من المقاتلين الذين قاتلوا مع الخليفة علي بن أبي طالب بمعركة صفين فأصابهم مرض بطريق عودتهم وماتوا و دفنوا بهذه المنطقة.
ويرى سكان المدينة أنَّ هذه الخطوة لميليشيا “الحرس الثوري” مشابهة تماماً، لخطواتها في إنشاء مزار “عين علي” في ريف الميادين.
وفي أيار الماضي افتتح الاحتلال الإيراني قنصلية في مدينة حلب، بدعمٍ من رأس نظام الأسد، وقال حينها “فيصل المقداد” وزير خارجية النظام، إنَّ “ذلك الحدث يعكس رغبة البلدين في تعميق العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية”.
وتابع “احتضانُ حلب لهذه القنصلية سيساهمُ في دفعِ حركة الاستثمار والاقتصاد، خصوصاً بعد أنْ بدأت المحافظة تستعيدٌ مكانتها الصناعية والتجارية”، حسب زعمِه.