تأثيرُ الحربِ الروسيّةِ الأوكرانيةِ على الاقتصادِ العالمي والاقتصادِ في الشمالِ السوريِّ المحرَّرِ
ذكر موقعٌ للدراسات والأبحاث أنَّ الحرب الروسية المرتقبة لغزو أوكرانيا سيكون لها آثارٌ اقتصادية لن تقفَ عند حدود البلدين، لكنَّها ستمتدُّ لتشملَ العالم بأسرِه، وسيكون للشرق الأوسط وسوريا نصيبٌ ليس بالقليل من هذه الآثار.
واعتبر “قسمُ الأبحاث والدراسات في شركة نماء” أنَّ كُلّاً من طرفي النزاع “روسيا وأوكرانيا” يُعدُّ مصدراً مهمّاً للمنتجات الزراعية على مستوى العالم.
وأشار إلى أنَّ جزءاً كبيراً من الأراضي الزراعية الأكثرَ إنتاجية في أوكرانيا يقع في مناطقِها الشرقية الأكثرِ عُرضةً لهجوم روسي محتمل، متوقّعاً أنَّ هذه الأراضي الشاسعة ستكون خارجَ الخدمة لوقتٍ ليس بالقصير.
كذلك سيكونُ للعقوبات الغربية التي تنتظرُ روسيا أثرٌ غيرُ معروفٍ على صادراتها من الغذاء، وبالتالي ستؤثّر هذه الحربُ على الأمن الغذائي العالمي.
واستعرض قسمُ الأبحاث منتجاتِ البلدين التي ستؤثّر على الأمن الغذائي العالمي، موضّحاً أنٌَ أوكرانيا احتلّت في العام 2021 المركز الرابع من بين أكبرِ المصدرين الزراعيين للاتحاد الأوربي.
أما روسيا فتشكّل صادراتُها ما نسبته 11.7% من احتياجات الاتحاد الأوربي، و12% من احتياجاتِ تركيا.
كما تعتبر أوكرانيا رابعَ أكبرِ مصدّرٍ للقمح في العالم بـ 16.6 مليون طنّ سنوياً، وأبرزُ زبائن القمح الأوكراني هم الدولُ العربية.
وأشار إلى أنَّ صادرات أوكرانيا من القمح تسهم بحصة كبيرةٍ في البلدان العربية وبلدان الشرق الأوسط، حيث تستوردُ لبنانُ 50% من قمحِها من أوكرانيا، واليمن 22%، ليبيا 43%، مصر 14%، ماليزيا 28%، إندونيسيا 28%، بنغلادش 21%، كما تعتمد 11 دولة أخرى على القمح الأوكراني بنسبة تفوق 10% من احتياجاتها.
أما روسيا فهي المصدّرُ الأكبرُ للقمح في العالم، بصادرات تزيد عن 40 مليونِ طنٍّ سنوياً تشكّل حوالي نصفَ إنتاج السوق العالمية للقمح، ويستوردُ قمحَها العديدُ من الدول تحتل تركيا المركزَ الثاني بينها بحوالي 10 مليون طن سنوياً.
كذلك الذرة” فتنتجُ أوكرانيا حوالي 40 مليون طنّ من الذرة سنوياً وتغطي 16% من إجمالي الإنتاج العالمي وتصدّرُ منتجاتُها إلى العديد من الدول العربية منها السعوديةُ ومصر والجزائر وسوريا التي تحوّلتْ لمستورد للذرة بعدما كانت مصدّراً إقليمياً لها.
كما أنَّ روسيا تعتبرُ من ضمن أهمِّ عشرة مصدّرين للذرة، لكنْ تُعدُّ تركيا من الدول المصدّرة لها لذا فهي لن تتأثّر بشدّةٍ جرّاءَ وقوعِ النزاع، لكن القسمَ توقّع أنَّ أسعار الذرة ستزيد.
وبما يتعلّق بزيتِ عباد الشمس، فقد صدّرت أوكرانيا في العام 2020 حوالي 7 مليون طنٍّ من زيت عباد الشمس ذهبَ ثلثُها إلى الاتحاد الأوربي، كذلك صدّرت روسيا حوالي مليون طنٍّ من زيت عباد الشمس في موسم 2021، وكانت تركيا أكبرَ مستوردٍ لزيت عباد الشمس الروسي في العام 2020، وذلك بسبب مشكلةٍ في بذور عباد الشمس، فتركيا تُعدُّ مصدّراً جيداً لزيد عبادِ الشمس ومستورداً لبذوره.
كذلك بلغت صادراتُ أوكرانيا في العام 2019 من الصويا 3.6 ملايينَ طنٍّ، ذهبت معظمُها للاتحاد الأوربي ودولِ الشرق الأوسط، حيث تستهلك تركيا 5.1% من إجمالي الصادرات، كما تعتبر روسيا مصدراً مهمّاً لبذور الصويا، وبلغت صادراتها في موسم 2021 حوالي مليون طنٍ.
ويرى قسم الأبحاث أنَّه بمجرد وقوعِ الصراع سيعني ارتفاعاً في أسعار جميع هذه المواد، وستكون أكثرَ المناطق عرضةً لموجات الغلاء هي أقلُّها احتياطاً “كالشمال السوري المحرَّرِ”، مطالباً الجهاتِ الرسمية والأفرادَ على حدِّ سواء بأخذِ الاحتياطات اللازمة.