جرَّاءَ المعاملةِ اللا إنسانيةِ.. مجلسُ اللاجئين الهولندي يقاضي الحكومةَ الهولنديةَ
قال “مجلسُ اللاجئين الهولندي”، في بيانٍ له، إنَّ المعاملةَ “اللاإنسانية” في مراكز استقبال طالبي اللجوءِ الجُدُدِ القادمين إلى هولندا، الذين يشكّل السوريون معظمُهم، دفعته إلى مقاضاةِ الحكومة الهولندية، ومن المُقرّر البتُّ بقضيته في منتصف الشهر المقبل.
وطالب بيانُ المجلس، بتحسينِ ظروف مراكز اللجوءِ في هولندا بحلول الأولِ من تشرين الأول، بما في ذلك الوصولُ إلى المياه النظيفةِ والاستحمامُ والخصوصية والطعام الكافي والرعايةُ الصحية لطالبي اللجوء الجُدد.
وأوضح “مارتين فان دير ليندن”، المتحدّثُ باسم المجلس، في حديثٍ لوكالة “رويترز” أنَّه “في هولندا ليس لدينا أزمةُ لاجئين.. هناك أزمةٌ سياسية أدّت إلى نومِ الناس ببلدة تير آبل في العراء”.
وقال المتحدّثُ باسم الوكالة المركزية الحكومية لاستقبالِ طالبي اللجوء ليون فيلدت، إنَّ “جميع المواقع ممتلئةٌ ويصل مئاتُ الأشخاص يومياً”، وأضاف: “بحلول نهايةِ العام سنحتاج إلى 51 ألفَ سريرٍ، لكن هناك فقط 45 ألفاً” ولفت إلى أنٍَ ملاجئ الأوكرانيين الذين لا يحتاجون إلى التقدٍم بطلبٍ للحصول على اللجوء في هولندا، تكاد تكونُ ممتلئةً.
وسبق أنْ اعتبرت منظماتٌ هولندية غيرُ حكومية، أنَّ خطّةَ الحكومة لإيواء اللاجئين القادمين إلى هولندا، على متنِ سفنٍ سياحية، بأنَّها “سخيفةٌ” و”غيرُ قانونية”، في حين رأتْ الحكومةُ أنَّه حلٌّ لمراكز الإيواء المكتظة.
وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إنَّ ثلاثَ سفنٍ كبيرةٍ حصلت بالفعل على تفويضٍ للعمل، ومن المقرّرِ أنّ ترسو سفينةٌ واحدةٌ في ميناء بمنطقة فيلسن، مضيفةً أنَّ الوزراء في الحكومة يبحثون عن موانئ جديدة لاستقبال السفن.
ولفتت الصحيفة، إلى أنَّ المسؤولين يدرسون الطرقَ التي يمكنُهم فيها منحُ اللاجئين حريةَ الحركة داخل وخارج السفن، من أجل تجنّبِ الادعاءات بأنَّ من كانوا على متنِ السفينة هم محتجزون بشكلٍ غيرِ قانوني من قِبل الدولة.
وأشارت إلى أنَّ البعضَ قال إنَّ هذه الخطوة ضرورية، بسبب نقصِ المساحة في مراكز اللاجئين، في ضوءِ العددِ الكبير من الأوكرانيين الفارّين من حربِ فلاديمير بوتين، ويعتقد أنَّ يتمَّ إيواءَ 3 آلاف لاجئ على متنِ السفنِ السياحية، اعتباراً من أيلول المقبل، وفقاً لخططِ وافقَ عليها مجلس الوزراء الهولندي في وقتٍ سابقٍ هذا الأسبوع.
من جهتها، أشادت منظمةٌ “هيومان رايتس ووتش” الحقوقية، بقرارٍ من شأنِه حمايةٌ طالبي اللجوء السوريين في دول الاتحاد الأوروبي، أصدرتْه هولندا مؤخّراً، ولفتت إلى أنَّ السلطاتِ الهولندية خلصت إلى أنَّه لا يمكن افتراضُ أنَّ “السلطاتِ الدنماركية تحترم حظرَ المعاملة اللاإنسانية”.
وكان اسطيفو قد رحّب نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري للشؤون الخارجية عبد الأحد اسطيفو، بقرار محكمةٍ هولندية إلغاءَ بصمة دبلن للاجئين السوريين الذين لجؤوا إليها قادمين من الدنمارك بعد أنْ عزمت كوبنهاغن على إعادة بعضِ العوائل السورية إلى دمشق ومحيطها.
وكانت الدنمارك قد اعتبرت أنَّ مناطقَ من سورية التي يسيطر عليها نظامُ الأسد باتت آمنةُ، وبدأت بإجراءات ترحيلِ اللاجئين السوريين إليها، وهو ما تسبّب بهروب بعضِ اللاجئين السوريين إلى بلدان أوروبية أخرى خوفاً من الترحيلِ الذي سيعرّضُ حياتَهم للخطر، وطلبوا اللجوءَ منها.