صحيفةٌ: روسيا استخدمتْ طائراتٍ مسيّرةً إيرانيّةً معدّلةً في سورية بحربِها على أوكرانيا
قالت صحيفةُ “لوموند” الفرنسية إنَّ روسيا قامت في وقتٍ مبكّر من عامِ 2015 بدمج المسيّرات الإيرانية في حملتِها العسكرية بسوريا، وهي اليوم تستخدمُها أيضاً بشكل مدمّرٍ في أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أنَّ هذا يدلُّ على أهمية “المختبر السوري” في استهداف المدنيين والتدمير المنهجي للجسور والمدارس والمستشفيات.
ونقلت عن الخبير الفرنسي في الشرق الأوسط جان بيير فيليو قوله إنَّ الجنرال سيرجي سوروفكين، الذي قاد القواتِ الروسية بسوريا، قد عيّنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقيادة “العملية العسكرية الخاصة” بأوكرانيا، فبدأ فوراً بدمج المسيّرات الإيرانية في موجات القصفِ التي تهدف علناً إلى تدمير البنية التحتية للطاقة، لكسر المقاومة الأوكرانية في الشتاء.
وأضاف فيليو أنَّ نظام الأسد حصل في وقت مبكّرٍ جدّاً على طائرات مراقبة إيرانية من دون طيّارٍ، من نوع مهاجر 4 أو أبابيل 3، يصل مداها إلى نحو مئةِ كيلومتر، ويتمُّ إنتاجُها من قبل شركة صناعة الطائرات الإيرانية، وهي شركة يُشار إليها باسمها الفارسي المختصر HESA. ولكنَّ النكساتِ التي
مرَّ + ت??
بها أجبرتها على مزيد من الانخراط المباشر، من خلال الحرس الثوري وغير المباشر من خلال حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية الموالية لها، وذلك ما رافقته زيادةٌ في عددِ المسيّراتِ المستخدمة وتطويرها، وفقاً للصحيفة.
وأوضحت أنَّه أثناء التدخل الروسي في سوريا في عام 2015 لإنقاذ نظام بشار الأسد المُهدّدِ بالانهيار، نشأ تعاونٌ عملياتي مكثّفٌ غيرُ مسبوقٍ بين القوات الروسية والإيرانية، خاصة في قاعدة التياس (T-4) الجوية بالقرب من تدمر، حيث تتعايشُ قواتُ البلدين.
وسمحت الدروسُ التشغيلية في المسرح السوري -كما يقول الكاتب- للصناعيين الإيرانيين بتطوير مسيّرات شاهد-136 الأكثرِ تقدماً، وهي التي قرَّر الجنرال سوروفيكين استخدامَها بكثافة ضدَّ أهداف مدنيّة في عدّة موجات من القصف بأوكرانيا. واستنكرت الولاياتُ المتحدة والاتحاد الأوروبي التواطؤ بين موسكو وطهران، وتبنَّتا عقوبات ضدَّ المسؤولين عن برنامج المسيّرات الإيراني، رغم نفي طهران أيَّ مسؤوليةٍ لها عن الاستخدام الروسي لصاروخ شاهد-136، لأنَّ “جزءاً من المصانع التي تصنعها ليس على أراضيها”،حسب وزيرُ الدفاع الأوكراني. ويشير ذلك إلى قاعدة التياس، في تذكير مؤثّر بأهمية سوريا في موضوع الحرب الأوكرانية، لأنَّها حقيقة، كما يقول المتخصّص الفرنسي “هي مكان إصدار أسلحة الإرهاب الروسي في أوكرانيا”.