“روبرت فورد”: تقاربُ تركيا مع نظامِ الأسدِ “لعبةٌ سياسيّةٌ”
اعتبر “روبرت فورد” السفيرُ الأمريكي السابقُ في دمشق أنَّ التقاربَ بين تركيا ونظام الأسد هو لعبةٌ سياسية بين الأتراك في عام الانتخابات، إلى جانب مساعي الرئيس أردوغان للفوز ببعض المزايا لحساب المصالحِ التركية الحيوية في شمال سوريا، في مواجهة روسيا والنظام وميليشيا “قسدٍ”
وأشار “فورد” في مقالٍ نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” إلى المظاهرات الضخمةِ التي خرجت في سوريا رفضاً للتقارب بين تركيا ونظام الأسد.
ولفت السفيرُ الأمريكي السابق إلى أنَّ السياسات الانتخابية لا تخلو من الصعوبة أمام أردوغان، ومن بين القضايا السياسيّةِ التركية، تحظى مسألةُ إطلاق بداية جديدة مع سوريا بشعبية في أوساط الشعب التركي، موضّحاً أنَّ الرئيس التركي يحتاج هذا التقارب ليُظهر، على الأقلِّ، أنَّ ثمَّةَ عمليّةٍ سياسية تبدأ.
في تلك الأثناء، من الواضح أنَّ رأس نظام الأسد لا يروق له أردوغان ولا يثق به، ومع ذلك، يضغط الروسُ على الأسد كي يقبلَ ببناء عملية، وسيطلب هو منهم مكافأةً مقابلَ ذلك، وفقاً لـ”فورد”.
في سياقٍ متّصلٍ، زار وزيرُ الخارجية الإماراتي دمشقَ من جديد، وربّما ناقش هناك سبلَ إقناعِ الأسد بعقدِ اجتماعٍ.
وأشار “فورد” إلى أنَّ هذه التحرّكاتِ تذكّره بالتركيز الأميركي الشديد على فكرة وجودِ عملية تفاوضية في عهد إدارتي بوش الأب وكلينتون منذ ثلاثين عاماً مضت، في خضّم مساعي الإدارتين لإقرار سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وكان هناك الكثيرُ من مجموعات العمل، وحزمِ المساعدات واللقاءات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن في النهاية اسألوا الفلسطينيين عما أنتجته العمليةُ التفاوضية.
وشدّد على أنَّ التنازلاتِ والحلولَ الوسط والاختياراتِ الصعبة وحدها قادرةٌ على تحقيق تقاربٍ دائم، إلا أنَّه حتى هذه اللحظة، لم تقدّم كلٌ من دمشق وأنقرة تنازلاتٍ أو تسوياتٍ حقيقية.
وأعرب المسؤول الأمريكي السابق عن اعتقاده أنْ تسفرَ المحادثاتُ “على أقصى تقدير”، عن تعاون بين أنقرة وموسكو والنظام، من أجل معاونة قوات الأسد “الضعيفة” والقوات الروسية للسيطرة بدرجة أكبرَ على منبج وتلّ رفعت بريف حلب، لكنَّ “قسداً” ستبقى على امتداد المستقبل المنظور، وبالتالي ستبقى القواتُ التركية، بغضِّ النظرِ عن اعتراضات نظام الأسد.