بوساطةٍ روسيّةٍ.. وقفٌ مؤقّتٌ للاشتباكاتِ في القامشلي
توصّلت ميليشيا “قسد” وميليشيا “الدفاع الوطني” الرديفة لقوات الأسد إلى اتفاق مؤقّت يقضي بوقفِ إطلاق النار بعد اشتباكات اندلعت منذ يوم الثلاثاء الماضي في القامشلي شمالَ شرقي سوريا.
وبيّنت مصادر إعلامية محليّة أنَّ بنود الاتفاق تتضمّن وقفَ إطلاق النار بين الطرفين برعاية الاحتلال الروسي، بالتزامن مع انتشار قوات روسيّة في منطقة الاشتباكات لمنعِ أيّ احتكاكٍ بين الطرفين.
ونصَّ الاتفاق على انسحاب “أسايش” الذراع الأمني لـ”قسد”, من المناطق التي سيطرت عليها يوم أمس داخل حي “طي”، لتتمركز قربَ دوار “الوحدة” على مدخل الحي.
وطالبت “قسد” بتسليم عناصر “الدفاع الوطني” المسؤولين عن إطلاق النار بدايةَ الاشتباكات، والذي أسفر عن مقتل القيادي في ميليشيا “أسايش”، المدعو “خالد حاجي”.
وعقبَ الاتفاق سادت حالةٌ من الهدوء في المدينة، إلاّ أنّ الاشتباكات تجدَّدت بين الطرفين صباح اليوم، بعد اتهام “قسد” لقوات الأسد بخرقِ الاتفاق, بحسب المصادر.
من جهتها قالت وكالة “هاوار” التابعة لـ”قسد” اليوم، الخميس 22 من نيسان، إنَّ الاشتباكات المندلعة في حي طي بمدينة القامشلي بين “أسايش” وميليشيا “الدفاع الوطني” توقّفت بموجب اتفاقِ وقفٍ لإطلاق النار.
وذكرت أنَّ الاتفاق سيستمر حتى ساعات الظهيرة في حال لم تتسبَّب أيُّ أطراف في خرقِه، مشيرًا إلى تواصل المباحثات حتى التوصّلِ إلى اتفاقٍ شامل.
وأضافت أنَّ قادة ميدانيين لدى “أسايش” طلبوا من عناصرهم في خطوط التماس تفادي إطلاق النار تمامًا.
من جانبها قالت وكالة “سبوتنيك” إنَّ مساعي الوساطة الروسية نجحت بإيقاف الاشتباكات التي اندلعت منذ الثلاثاء الماضي في مدينة القامشلي بين ميليشيات “أسايش” و”الدفاع الوطني”.
وأوضحت أنَّ الاتفاق تضمّن “وقفًا تامًا لإطلاق الرصاص، وإزالة جميع المظاهر المسلحة في المدينة، وعودة الحياة الطبيعية لها مع تواجد دوريات روسية ثابتة بمحيط حي طي، وأخرى راجلة في شوارع المدينة لضمان حُسنِ تنفيذ الاتفاق الذي دخل حيّزَ التنفيذ على الفور”.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد نحو أسبوع من تصاعدِ التوتّر بين الطرفين، تعرّضت خلاله مقراتهما لاستهدافات بقنابل متفجّرة.
وتحاول قوات الاحتلال الروسي في القامشلي نزعَ أيِّ فتيلٍ للأزمة بين الطرفين، من شأنه أنْ يؤدّي إلى تفجّر الوضع واندلاع مواجهات مفتوحة بينهما.
وسبق ذلك اشتباكاتٌ دامية بين الطرفين في تموز 2016، عندما سيطرت قوات الأسد على كلٍّ من كلية الآداب ومشفى الأطفال ومدرسة عياض الفهري بالقرب من حي النشوة داخل المدينة، إلا أنَّ هذه الاشتباكات هدأت بعد أيام، حين انسحبت قوات الأسد من هذه المواقع.
ويفرض نظام الأسد سيطرته على المربع الأمني داخل الحسكة وعلى “فوج كوكب” العسكري، بينما تسيطرُ “قسد” على بقية المناطق في المدينة.
كما تسيطر “قسد” على كاملِ مدينة القامشلي، من دون مطارها الذي ظلَّ منذ بداية الثورة في سوريا بيد قوات الأسد، كما أنَّه دخل مؤخّرًا بعهدة الاحتلال الروسي الذي جعل منه قاعدةً عسكريّة جديدة له في سوريا.