تقريرٌ: لماذا تجنّب نظامُ الأسدِ دخولَ الحربِ المستمرّةِ بالمنطقةِ؟
تساءلت مجلةٌ أمريكية في تقرير لها عن سبب تجنّب نظام الأسد الدخولَ في الحرب المستمرّة في المنطقة منذ أكثرَ من عام.
وقالت أنشال فوهرا، المراسلةُ المتخصّصةُ في السياسة الخارجية في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إنَّ أسوأ أسرارِ نظام الأسد التي يحتفظ بها هي استغلاله للقضية الفلسطينية، مشيرةً إلى أنَّه منذ بدايةِ الحرب الإسرائيلية على غزّة شكّك البعضُ في قدرة النظام على الانضمام إلى الحرب، ضدَّ إسرائيل، وفتحِ جبهة أخرى.
وأضافت فوهرا إنَّه لم يكن أحدٌ من السوريين الذين كانت على اتصال بهم يعتقد أنَّ رأسَ نظام الأسد سوف يصبح طرفاً في الصراع، وخاصةً بالنيابة عن حماس، لافتةً إلى أنَّه على الرغم من القصف الإسرائيلي المنتظمِ على سوريا، ووعدِ نظام الأسد بالوقوف إلى جنب الشعبِ الفلسطيني، إلا أنَّ النظامَ وقف متفرّجاً على الحرب التي اندلعت منذ أكثرَ من عامٍ على غزّة.
وأشار التقرير إلى التهديدات التي تلقّاها رأسُ نظام الأسد من الاحتلال الإسرائيلي بأنَّ نظامَه سوف يُدمّر إذا دخل الحرب، وستكون العواقبُ سريعةً إذا ارتكب النظام خطأ وانضمَّ إلى محور المقاومة بنشاط.
ويقول النائب السابق لمدير مستشارِ الأمن القومي الإسرائيلي، عيران ليرمان، “في الوقت الحالي، أعتقد أنَّ الأسد متردّدٌ في الانخراط، ورغم أنَّ الحكومة السورية هي قوميّةٌ عربيّةٌ، إلا أنَّ فلسطين تقع في أسفل قائمة الأولويات، فعلى رأسها النجاة”.
وتقول فوهرا، في تقريرها، “هناك عوامل أخرى وراءَ ابتعادِ الأسد عن النزاع، فهو يأمل بأنْ يكافئَه الغرب على ضبطِ نفسه في تخفيف العقوباتِ المفروضة على نظامه”. مضيفةً: “أنَّ الأسدَ وضع نفسَه إلى جانب الإمارات العربية التي تعدّ لاعباً رئيسياً في إعادة تأهيل حكومته”.
وأضافت، “أما العاملُ الآخر، فيتعلّق بعلاقة الأسد مع حماس، فهو ليس في مزاجِ من يرغب العفوَ عن الحركة الفلسطينية، التي وقفت إلى جانب المعارضة بعد اندلاعِ الانتفاضةِ عام 2011”.
ووفقا لتقرير الصحيفة الأمريكية، فإنَّ رأسَ نظام الأسد يأمل في تحقيق نقاطٍ إيجابيّة مع الغرب، وبخاصة مع تنامي الدعواتِ لترحيل السوريين في أوروبا، حيث تسعى ثماني دولٍ أوروبية بقيادة إيطاليا، إلى إقامة نوع من التعاون مع النظام لضمانِ عودةِ السوريين إلى بلادهم.
وتقول فوهرا، “في الوقت الذي لا يستطيع الأسدُ فيه طردَ الإيرانيين من سوريا، يبدو أنَّ إسرائيل تلعب بحريّة في المجال الجوي السوري وتستهدف الأرصدةَ الإيرانيّة وتقتل الجنرالاتِ في داخل سوريا”.
وتشير إلى أنَّ نظامَ الأسد بقي خارجَ النزاع وحاول ألا يستفزَّ الاحتلالَ الإسرائيلي، ولكنّه حاول استرضاءَ إيران وسمح لها بمواصلة استخدامِ الأراضي السورية، ونقلِ السلاح إلى ميليشيا “حزب الله”.
ولفتت إلى أنَّ غيابَ نظام الأسد عن الصراع الحالي هو دليلٌ واضحٌ على فشلِ استراتيجية إيران الرامية إلى -وحدة الساحات-، والتي تفترض استجابةً منسّقة من جانب جميع شركائها في محور المقاومة.
كما يكشف هذا عن أنَّ البقاءَ السياسي لرأس نظام الأسد يتقدّم على الموقف الإيديولوجي، وأنَّ النظامَ في وضعه الحالي لن يشكّلَ مشكلةً بالنسبة لإسرائيل.