صحيفةٌ أجنبيةٌ توضّحُ علاقةَ نظامِ الأسدِ بالمسيحيينَ السوريينَ
مراقبُ منطقةِ الشرقِ الأوسطِ في منظّمةِ حقوقِ الإنسانِ: “نظامُ الأسدِ يضطّهدُ المسيحيينَ السوريينَ”.
أفادت مجموعةٌ لحقوق الإنسان أنّ نظام “بشار الأسد” دمّر الكنائس المسيحية طوال فترة الأزمة في البلاد، وعادةً ما تكون الأحياء السكنية أولى الأهداف التي يستهدفها للضغط على مجموعات المعارضة، كما تؤكّد الشبكةُ السورية لحقوق الإنسان (SNHR)، التي سجّلت بالفعل انتهاكات لحقوق الإنسان من قِبَلِ النظام منذ عام 2011.
أطلقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان رقماً قياسياً سابقاً هذا الشهر تكشف فيه عن درجة الاعتداءات على الكنائس المسيحية، وأفادت أنّه تمّ تنفيذُ ما لا يقلُّ عن 124 من هذه الاعتداءات، 60 في المئة منها من قِبَلِ ضغوط النظام.
وقال المتحدّث “وائل العجي” لجريدة “Washington Examiner” إنّه بسبب اعتقادِ الأسد أنّ الدول الغربية تراقب بقلق ما يتعلّق بشأن سيناريو مسيحيي الشرق الأوسط، فإنّ ضغوطه لا تستهدف الكنائس بشكلٍ مباشر، لكنّه يعمد إلى تجميع قوات المعارضة في الأحياء التي يسكنها المسيحيون لكي يبرّر استهدافها.
هناك كثيرٌ من الحالات الأخرى التي أكّدت فيها فُرقُ الأقلية المسيحية أنّ الأسد بالفعل يسيطر عليها ويعرّضها للخطر، وذلك من خلال تمكين الجماعات المسلّحة من الدخول إلى مناطقهم، ثم البدء بعمليات لتحريرها ليظهرَ بذلك “كحامي المسيحيين”.
تحدّث “العجي” عن الفهم السائد لدى الشارع المسيحي بأنّ الأسد هو البديل الأكثر فاعلية لسلامته وأمنه، “يعتقد المسيحييون بأنّهم ليس لديهم خيارات أخرى، ولسان حالهم يقول من الأفضل أنْ نلتزم به، إنّه سيّئ، وحشي، فاسدٌ، لكنّه أفضل من الفوضى الكاملة وربّما أفضلُ من حكم القاعدة”.
اثنان من المسيحيين السوريين الذين لم يعودوا يقيمون في سوريا أفادوا أنّ وجْه الأسد اللطيف تجاه الحيَّ المسيحي هو ببساطة أداة دعائية أمام الدول الغربية، وقد ادّعى “أيمن عبد النور” مؤسس منظمة مسيحيون سوريون من أجل السلام أنّ “الأسد يستخدم المسيحيين لتعزيز سلطته وتمكين نفسه”.
وبحسب “جورج سطيفو” وهو عضو في التنظيم الديمقراطي الآشوري (مجموعة سياسية محظورة من قِبَلِ نظام الأسد): “لا يهتمون إذا كنت مسيحياً أو غيرَ مسيحي أو شيعي أو علوي، إنّها دكتاتورية، أيُّ شخصٍ يعارضهم سيشعر بالغضب بغضِّ النظر عن الإيمان الذي ينتمون إليه”.
وتأتي هذه التصريحات لتكشف زيفَ الادعاءات القائلة بأنّ نظام الأسد هو حارسُ المسيحيين في سوريا بالإضافة إلى الأقليات الدينية الأخرى، والتي
تُخيّر هذه الأقليات بين حكمه وحكم الجماعات الجهادية المتطرّفة مثل داعش وغيرها.
أبلغ المطران “نيكولاس جيمس سمرا” من أبرشية الملكيين الملكيين في نيوتن وكالة الأنباء الكاثوليكية أنّ “الوضع معقّدٌ للغاية في سوريا بالإضافة إلى الحاجة إلى العناية العاجلة في تحليل عمليات البحث عن السجلات”، وخلال رحلةِ بحثِه قال: إنّه لديه “شكٌ كبيرٌ إذا كان نظامُ الأسد مسؤولاً عن قصفِ أيِّ كنائس أو مواقعَ دينية”.
يُنظر إلى المسيحيين في سوريا منذ فترة طويلة على أنّهم متحالفون مع النظام وكذلك مع العلويين بشكلٍ خاص، إلى جانب العديد من الفرق العرقية و والطوائف الدينية الأخرى بالإضافة إلى الأقليات داخل النظام، وبالمثل فقد تمّ توحيدهم بشكلٍ محدّدٍ مقابل الخطر المزعوم على أنّ الأغلبية من السنة في سوريا هي السببُ وراءه.