ليستر: تنظيمُ “داعشٍ” يستفيدُ من إعادةِ الانخراطِ مع نظامِ الأسدِ والفشلِ في تحقيقِ تغييرٍ إيجابيٍّ لسوريا
قال مديرُ قسمِ مكافحة الإرهاب بمعهدِ الشرق الأوسط، شارلز ليستر، إنَّ تحليلَ الهجوم على سجن الصناعة بالحسكة ومصرعَ زعيمه الحاج عبد الله ونتائجَه، يوضّح أنَّ تنظيم “داعش” لم يعاود الظهور بشكلٍ كبير ولا يزال بعيداً جدّاً عن تكرار مكاسبِه في عام 2014.
ويضيف ليستر لصحيفة الشرق الأوسط: “يجب أنْ يكون الهجومُ بمثابة تنبيهٍ؛ داعش لم يُهزم عندما خسر أراضيه قبلَ ثلاث سنواتٍ، بل تحوّل إلى شكلٍ مختلف، وفي الواقع، تواجد داعش وأسلافه منذ عام 2003 وازدهرَ لفترة أطول بدون أرضٍ أكثرَ ما ازدهر خلال وجودِه عليها”.
وأشار إلى أنَّه على دراية جيّدة بطريقةِ العمل كمتمرد سرّي في حربِ عصابات، ويعلم أنَّ الوقتَ لصالحه، لا سيما في سوريا.
وقال: “إنَّ هجوم داعش على سجن الصناعة يؤكّد اتجاهاً مقلقاً للغاية كان واضحاً لبعض الوقت؛ لقد أعاد التنظيمُ بناءَ نفسه ببطء وبهدوء ومنهجية في سوريا والعراق منذُ هزيمته على الأرض في عام 2019”.
ولفتَ إلى أنَّ تعليقات المسؤولين الأميركيين بعد مقتلِ زعيم التنظيم في شمال غرب سوريا، أنَّه كان على اتصال وتنسيق مع عناصرِه في سوريا والعراق وأماكن أخرى، يعكس حقيقةَ أنَّ التنظيم أكثرُ انسجاماً وتنظيماً ولم يكن مجردَ شبكة ضعيفة لا مركزية من المتمرّدين كما أخبرونا قبلُ.
وتابع: “إذا كان هذا التوصيفُ الحديث دقيقاً، فهذا يعني أنَّ داعشاً تعافى إلى حدٍّ أكبرَ مما كان يُعتقد سابقاً”، لافتاً إلى أنَّ التحالفَ قلّلَ من وجودِه وموارده، ما زاد الضغطَ على شركائه المحليين، مثل ميليشيا “قسدٍ”
وأكّد أنٍَه يجب على التحالف أنْ يفكّرَ بجديّة في زيادة استثماراته في مهمّة مكافحةِ “داعش” لمواجهة التحدّيات المقبلة بشكلٍ أفضلَ، أو المخاطرة بمنحِ “داعشٍ” المساحةَ والفرص لمواصلة تعافيه.
وأكّد على أنْ يعترفَ المجتمع الدولي بأنَّ “داعشاً” لا يزال كما كان دائماً أحدَ أعراض أزماتٍ أكبرَ وأعمق جذوراً، وأضاف: “في سوريا، تبدو هذه الأزمات مختلفة عما كانت عليه في 2014، لكنّ الدوافعَ التي تغذّي نشاط داعش وتوفّر فراغاتٍ يمكن التدخّلُ فيها، وشقوقاً لاستغلالها ما زالت موجودةً”.
وبحسب ليستر: “لا تزالُ أعظمُ هذه الأسباب الجذرية هي نظامُ الأسد وسمعتُه كنظام وحشي فاسدٍ وعديم الكفاءة، لكنَّ الفقرَ وكذلك العداوات العرقية والطائفية والجيوسياسية عناصرُ جميعُها لصالح داعش أيضاً، وإعادةُ الانخراط مع نظام الأسدِ والفشلِ في الضغط من أجل تحقيق تغييرٍ هادفٍ وإيجابي لسوريا وشعبها وتحقيقه تضمن فعليّاً الاستفادةَ لداعش”.