متطوّعون مدنيون يساعدون الفصائل الثورية في معركتهم ضد قوات الأسد عبر هذه الأعمال (صور)
بعيداً عن الخطوط الأمامية للمعارك يمد متطوعون مدنيون يد المساعدة بهدف المساهمة في درء هجوم قوات الأسد التي تحاول التقدّم والسيطرة على مناطق الشمال المحرّر، إما بطهي الطعام أو تعبئة أكياس التراب أو جمع إطارات السيارات القديمة أو حفر الخنادق.
حيث يمثّل ذلك جزءاً من المجهود المدني للمساهمة في الدفاع عن آخر معقل رئيسي للثورة السورية في مواجهة قوات الأسد وحلفائه الروس الذين يقصفون المنطقة منذ آواخر شهر نيسان الماضي.
ويقول “أبو عبدو” (51 عاماً) إنّه يؤدّي دوره بجمع إطارات السيارات القديمة لكي يحرقها المقاتلون لصنع ستائر الدخان لتحميهم من الطائرات الحربية المعادية، قائلاً: “نحن نذهب لأماكن تجميع الإطارات القديمة لدى محلات تصليح الإطارات (الكومجية) نأخذ الإطارات للمرابطين والثوار”.
كما أضاف “أبو عبدو” بالقول: “هذا الدولاب (الإطار) ليس له قيمة ولكنّه يحميهم ويشغل العدو ويحجب عن المقاتلين الطيران بالدخان ويحمي ثوارنا”.
ويهتم كثيرون بالعمل على صدّ الهجوم على الشمال الغربي لعدم وجود أيّ مكان آخر يفرّون إليه، ولهذا الغرض أطلق ناشطون ومشايخ ودعاة سوريون حملة شعبية في أيار الماضي تحت شعار “إرمِ معهم بسهم”.
كما يعمل متطوّعون آخرون في أحد المطابخ بريف حلب الغربي ويقومون بإعداد 2000 وجبة كلّ يومٍ للمقاتلين في إطار تلك الحملة.
ويقول “أبو وائل” (41 عاماً) وهو أحد العاملين في المطبخ: “نقوم بإعداد الوجبات وتقديمها للإخوة، حيث تنطلق من عندنا سيارة إلى الجبهات تحت القصف والطيران والاستطلاع، وأحياناً نتعرّض للقصف القريب، ولكن بإذن الله مستمرين حتى نوصل هذه الوجبات للمقاتلين، نحن جنباً إلى جنب معهم”.
وفي منطقة قريبة أخرى من ريف إدلب يجري تعبئة التراب في أكياس كانت في الأصل أكياساً للأرز والطحين، وذلك لاستخدامها في إقامة الدفاعات.
حيث يقول “خالد” (26 عاماً) وهو أحد العمال المتطوّعين مع أصدقائه: “صرنا نعبّئ على طلب نقاط الرباط وغرفة العمليات مثلاً تطلب 200 كيس أو ألف كيس على أحد النقاط”.
وأضاف “خالد” بالقول: “كنت طالباً قبل الثورة، خلصت البكالوريا وما سجلت بالجامعة بسبب الأوضاع، حيث يأمل “خالد” أن يفيد جهده المقاتلين حتى ما يتكلف العسكري بتعبئة الكيس وتدشيم نقطة ويكون جهده موجّه كلّه لصدّ قوات الأسد.
وفي مناطق أخرى من ريف إدلب يستخدم بعض المدنيين المعاول والفؤوس وأجهزة الحفر بالهواء المضغوط لحفر خندق في بستان زيتون في إطار حملة مدنية أخرى تحت اسم “سرايا المقاومة الشعبية”.
وعلى مسافة بعيدة عن الخط الأمامي يقول أحد المدنيين: إنّ “الخندق الذي يحفره مع آخرين سيوفّر الحماية من الضربات الجوية لأسرة تعيش بالقرب منه”، مضيفاً بقوله: “نحنا جئنا نحفر خنادق ودشم لندافع عن أنفسنا وعن أهلنا ونساند إخواننا المجاهدين، الله ينصرهم، ضد بشار الأسد”.
يذكر أنّه خلال السنوات الأخيرة كان نظام الأسد قد هجّر جميع المعارضين له من المناطق التي كان يحاصرها في ريف حمص وريف دمشق وجنوب سوريا إلى الشمال الغربي من البلاد.
حيث تضمّ تلك المنطقة محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية، ويقدّر أنّ عدد سكانها يبلغ ثلاثة ملايين نسمة، كان قد فرّ نصفهم تقريباً من قصف قوات الأسد إلى مناطق أخرى وفقاً لما تقوله الأمم المتحدة.