التصعيدُ العسكريُّ في جنوبِ لبنانَ يجبرُ العديدَ من اللاجئينَ السوريينَ على النزوحِ
أجبر التصعيدُ العسكري في جنوب لبنانَ بعد حربِ غزّة العديدَ من اللاجئين السوريين على النزوح من قرية حدوديّةٍ مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واضطّرت نحو 150 عائلةً سوريةً كانت تعيش في قرية حدودية هادئة، إلى الفرار والمكوثِ في صفوف مدرسية تفتقرُ إلى الكهرباء والخدمات، وِفقَ صحيفةٍ “إندبندنت” البريطانية.
ونقلت الصحيفةُ عن لاجئةٍ سوريةٍ، أنَّ القصفَ كان قريباً جداً من مكان سكنهم، لدرجة أنَّ الشظايا تسبّبت في إصاباتٍ بوجه ابنتها البالغةِ من العمر 11 عاماً.
وقالت لاجئةٌ أخرى تقيم في المدرسة، إنَّ عائلتها هربت عندما دمّرت نيرانُ الدبابات الإسرائيلية المنزلَ المجاورَ لمنزلهم، لافتةً إلى أطفالها يبكون كلّما سمعوا أصوات البرق أو الرعد.
وتحدّث لاجئ سوري مياوم، عن توقّف عملِه حالياً، مضيفاً أنَّه وأسرته يعيشون بالكامل على التبرعات، ولا يمتلك أيَّ فكرةٍ عن المدّة التي ستبقى أسرتُه هنا.
وخلال وقتٍ سابق، أكّد وزيرُ البيئة في حكومة تصريفِ الأعمال اللبنانية ناصر ياسين، على أنَّ خطّةَ الطوارئ في جنوبِ لبنان، إذا توسعت حربُ غزّة، تشمل نزوحَ أشخاص سوريين مشيراً إلى أنَّ المنظمات مسؤولةٌ عنهم.
وأضاف ياسين، وهو منسّقُ خطّة الطوارئ، “نناقش تنظيمَ المساعدة للسوريين عَبْرَ المنظمات الأمميّة المختصّة بهم”، وِفْق صحيفة “النهار”.
من جهته، أشارَ وزيرُ الشباب والرياضة جورج كلاس، إلى أنَّ خطّةَ الطوارئ في جنوب لبنان ستكون معنيةً بشكل أساسي بنزوح اللبنانيين، خصوصاً في ظلّ عدم توفّر معلومات تفصيلية عن الموجودين غيرِ اللبنانيين في الجنوب.
وتساءل كلاس، “هل تمتلك المنظماتُ الدولية أرقاماً لجهة النازحين السوريين؟ وهل من خُطوات ستتّخذها هذه المنظمات؟”.
بدورها، أوضحت المتحدّثةٌ باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد، أنَّ في منطقة جنوب لبنان يعيش نحو 59 ألفَ لاجئٍ سوري مسجّلين رسمياً.
وأكّدت أبو خالد على أنَّ “المفوضيّةَ وضعت خططَ الطوارئ الخاصة بها، وهي مستعدّةٌ لدعم احتياجات النازحين، وتشمل خططُ الطوارئ أوضاعَ اللاجئين الذين يعيشون في المناطق الحضرية وفي تجمّعات الخيام”.