القواتُ الإسرائيليّةُ تقصفُ أبراجاً سكنيّةً أمامَ عدساتِ كمراتِ الوكالاتِ العالميّةِ
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفَها الأبراج والمنازل في قطاع غزّة، لليوم السابع على التوالي، عقبَ تهديدات باستمرار الحملة إلى أجل غيرِ مسمّى.
في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزّة أنَّ إجمالي عددِ ضحايا العدوان الإسرائيلي خلال 6 أيام من التصعيد في غزّة بلغ 145 شهيداً، بينهم 41 طفلاً و23 سيدة، إضافة إلى 1100 إصابةٍ.
كما قالت إنَّ المناطق الشمالية والشرقية من قطاع غزّة شهدت تشريد عوائل بأكملها، معتبرةً أنَّ ارتفاع عددِ المشرّدين بسبب هجمات الاحتلال يمثّل تحدّياً كبيراً.
فيما حذّرت الوزارة من كارثة صحيّة وانتشار فيروس كورونا في مراكز الإيواء التي فتحت لاستيعاب العائلات التي فقدت منازلها.
إذ شدّدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، عبرَ لقاء لها على قناة الجزيرة، “أنَّه يجب على المجتمع الدولي وقفَ انتهاكات إسرائيل، خاصةً ضدَّ قطاع الصحة”.
بالتزامن مع تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّه “لن نسمح بأنْ يكونَ مجتمعنا اليهودي مهدّداً بهجمات إرهابية”، مؤكّداً مواصلة حماية المواطنين والردّ على هجمات “إرهابيي حماس” على حدِّ وصفه.
كما اتهم نتنياهو حركة حماس باستخدام المدنيين دروعاً بشرية، وقال إنّ الجيش يبذل جهوداً كبيرة لتجنّب إصابة المدنيين.
مضيفاً “تنتظرنا أيام ليست بالسهلة، وعلينا أنْ نبقى يقظين وموحدين. سنعمل كلّ ما هو مطلوب لإعادة الهدوء إلى شوارع إسرائيل”.
ومع استمرار العمليات العسكريّة في قطاع غزة، تلقّى سكان برج مشتهى (القاهرة) المجاور لمبنى وزارة المالية في حي تل الهوى (جنوب مدينة غزّة) إنذارات من جيش الاحتلال الإسرائيلي لإخلائه تمهيداً لقصفه، تحت أنظار عدسات الوكالات العالمية كما أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف منزل قائد العمليات الخاصة في حماس رائد سعد، وقال إنّه استُخدم كبنية عسكرية.
من جهته أوضح مراسل الجزيرة أنَّ الغارات الإسرائيلية استهدفت، منازل لقيادات في حركة حماس بقطاع غزّة، حيث قصفت منزلا في حي الشجاعية، وآخر غربي غزّة، ومنزلاً في شارع الجلاء، وموقعاً للفصائل بمخيّم النصيرات (وسط القطاع).
وكان قد أعلن الجيش الإسرائيلي إسقاطَ طائرة مسيّرة كانت في طريقها إلى إسرائيل من غزّة، ومقتل اثنين من مشغليها.
في الأثناء، قال مراسل الجزيرة إنّ مدفعية الجيش الإسرائيلي جدّدت قصفَ أراضٍ زراعية بقذائف صاروخيّة في بيت لاهيا (شمالي قطاع غزّة).
فيما ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية مساء السبت أنَّ وزراء في المجلس الوزاري المصغّر طالبوا حكومتهم بإنهاء القتال في غزة، وقالوا إنَّ بنك الأهداف انتهى.
كان ذلك عقبَ تدمير طائرات الاحتلال برجَ الجلاء الذي يضمُّ مكتب شبكة الجزيرة في غزّة ووسائل إعلام أخرى مثل وكالة أسوشيتد برس (Associated Press) الأميركية، كما يضمُّ 60 شقّة سكنيّة ومكاتب لمحامين وأطباء.
إذ ندّدت شبكة الجزيرة الإعلامية الاستهداف مبينه عبرَ بيان لها أنَّ الجيش الإسرائيلي لم يمهل سكان برج الجلاء إلا وقتاً قصيراُ جدّاً لإخلاء المكان قبلَ قصفِه، معتبرةً أنَّ “ما قامت به إسرائيل تصرّفَاً همجيّاُ يستهدف سلامة صحفيينا ومنعهم من كشف الحقيقة”.
إذ حمّلت الشبكة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة، وقالت “سنمضي في اتخاذ إجراءات قانونية”.
وبعد تدمير البرج قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إنَّ على “سكان تل أبيب والمركز أنْ يقفوا على قدم واحدة، وأن ينتظروا ردَّنا المزلزل”، كما قالت سرايا القدس إنَّ “العدو يرتكب حماقة سيدفع ثمنها غالياً باستمرار عدوانه وهدم المباني والأبراج المدنيّة”.
في حين سقط قتيل و46 جريحاً إسرائيليّاً في مناطق متفرّقة منذ منتصف ليل الجمعة وحتى ظهر السبت، وذلك بسبب صواريخ فصائل المقاومة.
وسقط القتيل الإسرائيلي ومعظم الجرحى في مدينة رمان غان (شرقي تل أبيب)، حيث أظهرت صورٌ تعرُّض العديد من المباني والمحلات والشوارع لأضرار بسبب القصف القادم من غزة.
كما أعلنت كتائب القسام أنّ قائد هيئة أركانها محمد الضيف قرّر “رفع حظر التجول عن تل أبيب ومحيطها لمدّة ساعتين من الساعة العاشرة وحتى الساعة الـ12 ليلا، وبعد ذلك يعودون للوقوف على رجل واحدة”.
وعند منتصف الليل، ذكرت كتائب القسام أنّها أطلقت دفعة جديدة من الصواريخ على مناطق عدّة في إسرائيل.وكانت الكتائب قد اعتبرت أنَّ قصفها لشارع هرتزل في تل أبيب -في ذكرى النكبة- يحمل “رسالة قوية وضربة للعدو وكيانه وسيادته”.
في حين رصدت شبكات وقنوات إعلاميّة عدّة الأوضاع وسط تل أبيب عقبَ إسقاط صواريخ من قطاع غزة على المدينة، حيث بدت الشوارع شبه خالية، وذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنَّ على سكان تل أبيب الدخول إلى الملاجئ والبقاء فيها حتى إشعار آخر.
ونشرت هيئة البثّ الإسرائيلية (كان) مقطع فيديو يظهر هروباً جماعياً من شاطئ تل أبيب بعد انطلاق صفارات الإنذار نتيجة إطلاق صواريخ من غزّة.
في حين قالت كتائب أبو علي مصطفى إنّ استهداف تجمّعاً للقوات الإسرائيلية شرق رفح جنوبي قطاع غزْة بقذائف الهاون، وكذلك استهداف موقع نير عوز العسكري شرق خان يونس بصواريخ.
كما صدرت تحذيرات للإسرائيليين في مجمّع أشكول في النقب الغربي بالتزام الملاجئ.
وبثّت منصّاتٌ إسرائيلية مقاطع فيديو لاندلاع حريق كبير في ساحل عسقلان، وقالت إنَّ محاولات السيطرة عليه استمرّت عدّة ساعات، وذلك نتيجة سقوط صاروخ أطلق من غزّة.
وفي وقت سابق السبت، استهدفت الفصائل في غزّة برشقات صاروخية متتالية تل أبيب وضواحيها الجنوبية والشرقية والشمالية، وسقطت بعضُ الصواريخ على مطار بن غوريون وريشون لتسيون.
وأصابت صواريخ المقاومة صباحاً مستوطنة إسرائيلية في الضفة قرب مدينة نابلس، ومنطقة قرب مدينة الطيبة العربية، ومدينتي عسقلان وأسدود.