بوتين محرَجٌ.. مقتلُ جنودٍ روسٍ يعملونَ لشركةِ خاصة في سوريا
قال تقريرٌ صادرٌ عن “مركز جيمس تاون للأبحاث” الأمريكي، إنّ الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، يواجه موضوعاً حرجاً في سوريا بعد أن قُتل ثلاثة مرتزقة روس من شركة تدعى “الدرع” بالقرب من حقل توينان للغاز الطبيعي في سوريا.
وكانت صحيفةُ نوفايا غازيتا الروسية أولَ من أبلغ عن الحادثة، بعد أنْ قالت إنّ المرتزقة الثلاثة قتلوا في 15 حزيران الفائت، وتمّ توقيعُ شهادة وفاتِهم باللغة العربية من قبل ضابط قوات الأسد، ووثِّقت لاحقاً من قبل القاعدة الجوية العسكرية الروسية حميميم.
ويبدو أنّ بوتين ولتجنّبِ المشكلة -وفقاً للمركز – خرج في تصريحٍ لافتٍ لوسائل الإعلام في 20 حزيران، قائلاً “عندما يتعلق الأمرُ بشركات الأمن الخاصة.. فهي فعلاً موجودة (في سوريا).. ولكنها غيرُ مرتبطةٍ بالحكومة الروسية ولا بالقوات المسلحة”.
وأقرّ بوتين للمرّة الأولى بوجود “فاغنر”، وقال إنّها “تشارك في أنشطة مختلقة متعلقة باستخراج النفط”، وأثنى على المقاتلين الذين “يخاطرون بحياتهِم في الحرب ضد الإرهاب من خلال الاستيلاء على آبار النفط والبنيةِ التحتية التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش”.
ولم يشرْ تحقيقُ صحيفة “نوفايا غازيتا” إلى ملكية شركة الدرع، إلا أنّ هنالك مؤشراتٍ تدلّ على أنّ شركاتِ المرتزقة الروسية بدأت تتوسّع مؤخّراً ويبدو أنّ آخرها كانت هذه الشركة التي تأسست في 2018.
كما لم تجذبْ “الدرع” اهتماماً واسعاً في وسائل الإعلام الروسية أو الغربية، بسبب المستوياتِ العالية من السرية التي أٌحيطت بها؛ إلا أنّ شركاتٍ من هذا النوع لا تنفصل عادةً عن ثلاث مراكز للقوى في روسيا: الأجهزةِ الأمنية ذاتِ الصلة، والقواتِ المسلحة، والشركاتِ الكبيرة التي تتمتّع بعلاقاتٍ وديّة مع الكرملين.
ولذلك يمكن فهمُ مكانِ تأسيس الدرع، في منطقة كوبينكا بموسكو، تحت مظلّة اللواء 45، والذي يعتبر وحدة النخبة للعمليات الاستطلاعية والعسكرية الخاصة.
وشهد اللواءُ 45 تحوّلاً في 2015 بعد أنْ كان فوجاً مستقلاً، ليتحولَ إلى لواء كاملٍ يشارك في العديد من النزاعات والعمليات العسكرية بما في ذلك عملية ضمِّ شبه جزيرة القرم في آذار 2014.
وتشير هويةُ أعضاء عناصر “الدرع” المقتولين إلى روابط الشركة المهمّة مع الجيش الروسي، حيث قاتلوا في صفوفه ضمن عملياتٍ خاصة ومتنوّعة.
وبالطبع، لا يمكن أنْ يتمّ ذكر أيّ نشاط على هذا المستوى بدون الرجوع لرجل الأعمال الشهير، يفغيني بريغوجين، المعروف باسم “طباخ بوتين”، حيث ألمح تحقيقُ الصحفية الروسية إلى وجود صلات محتملة بينه وبين شركة “الدرع”.
ومن حيث الوظائف والمهام، هنالك اختلافٌ تام بين فاغنر والدرع,فمن ناحية العدد على سبيل المثال، لا يتجاوز عدد المرتزقة فيها من 200 إلى 300 شخص بينما يصل عددُ المرتزقة في فاغنر إلى 3,000 شخص.
ولا تشارك الدرعُ في العمليات العسكرية المباشرة، بل تركّز بشكلٍ أساسي على الخدمات المتعلقة بالأمن والحماية مما يجعلها شبيهة أكثر بشركات الأمن الغربية.
ومما تم الكشفُ عنه وجود صلات بين الدرع والقوات المسلحة الروسية، حيث قال تقرير نوفايا غازيتا، إنّ من يديرها لجنة تنسيق عسكرية مكوّنة “من كبار الجنرالات العسكريين السابقين الذين لازالوا يعملون في الدفاع الروسية”.
ومن اللافت للنظر قيام الدرع بحماية شركة “ستروي ترانس غاز” المملوكة بنسبة 80% من غينادي تيموشينكو، رجل الأعمال المقرّب من بوتين، حيث بدأوا مؤخراً بالتوغّل ضمن أنشطة مختلفة داخل الاقتصاد السوري.