دعمٌ سعوديٌّ لتعزيزِ الخدماتِ الصحيّةِ شمالَ غربِ سوريا

أعلنت المملكةُ العربية السعودية عن دعمٍ مالي بقيمة 4.75 ملايين دولار أمريكي قدّمها مركزُ الملك سلمان للإغاثة والأعمالِ الإنسانية لمنظمة الصحة العالمية، من أجل تعزيز الخدماتِ الصحية المنقذةِ للحياة في شمال غربِ سوريا. 

ويأتي هذا الدعمُ في وقت يعاني فيه 80% من سكان المنطقة، أي حوالي 4 ملايين شخصٍ من أصل 5.1 مليون، من احتياجاتٍ صحيّة ملحّة بسبب تداعياتِ الصراع المستمرّ والأزماتِ المتفاقمة.

التمويلُ السعودي سيخصّصُ لدعم أكثرَ من 50 منشأةً صحيّة، بما في ذلك مراكزُ الرعاية الصحية الأولية والمستشفياتُ ومرافق متخصّصةٌ مثلُ مراكز غسيل الكلى والسل. 

كما سيساهم في تغطية الفجواتِ التشغيلية عبر تمويل رواتبِ العاملين الصحيين، وتوفيرِ الإمدادات الطبية، ومراقبةِ الأمراض للاستجابة لتفشّي الأوبئة.

وقالت رئيسةُ الطوارئ في مكتب منظمة الصحة العالمية بتركيا، روزا كريستاني، “إنَّ التزامَ مركز الملك سلمان للإغاثة يمثّلُ دعماً حيوياً لشمال غرب سوريا، ويعزّزُ جهودَنا المشتركة لمعالجة الاحتياجات الصحية المتزايدةِ في المنطقة”.

وأوضحت كريستاني أنَّ سكانَ المنطقة “يواجهون تهديداتٍ صحية خطيرة، بما في ذلك تفشّي الكوليرا والحصبة، مع صعوباتٍ متزايدة في توفير الرعايةِ الصحية للأمهات والأطفال”، وأنَّ حوالي 2.3 مليون امرأةٍ وأكثرَ من 700 ألفِ مسنٍّ يعانون من ضعفِ الوصول إلى الخدمات الأساسية.

من جانبه، قال رئيسُ إدارةِ الصحة بمركز الملك سلمان، الدكتور عبد الله المعلم، إنَّ هذا التمويلَ يهدف إلى دعم البنيةِ التحتيّة الصحية وتحسينِ استجابة الفرقِ المحلية للتحدّيات الصحية الناشئة.

وأضاف، “تجسّد مساهمتُنا التزامَنا بضمان حصول المجتمعات في شمال سوريا على الخدمات الصحيةِ الضرورية، مما يعزّز قدرةَ المنطقة على مواجهةِ الأزمات الصحية
المتصاعدة”.

ومن المتوقّع أنْ يسهمَ التمويلُ في استمرار جلساتِ غسيل الكلى لـ1,200 مريضٍ شهرياً في 20 مركزاً متخصّصاً، إضافةً إلى تعزيز جاهزيةِ المرافقِ الصحية لمواجهة الكوارثِ والأزمات الصحية.

وتظهر التقارير أنَّ حوالي 40% من المرافق الصحية في شمال غربِ سوريا تعمل جزئيًا أو غيرَ عاملة، بينما ساهم زلزالُ عام 2023 في تفاقم الأزمةِ عبرَ تدميرِ البنية التحتية والمعدّاتِ الطبية الحيوية.