روسيا تسعى لفرض الدوريات العسكرية المشتركة مع تركيا على المعارضة في إدلب
يتواصل قصف قوات الأسد على كامل المناطق المحررة، على الرغم من قبول المعارضة السورية بتسيير دوريات للجيش التركي لمراقبة وتفتيش المنطقة العازلة.
وكان قد دخل الطيران الحربي على خط التصعيد، خلال الساعات الماضية، وقصف قرى وبلدات جنوب شرقي إدلب، في ما يُعتقد أنه للضغط على المعارضة، وإجبارها على الموافقة على أن تكون الدوريات مشتركة روسية–تركية.
واستهدفت قوات الأسد أكثر من 40 قرية ومدينة وموقع في ادلب ومحيطها، ما تسبب باستشهاد مدنيين في خان شيخون جنوبي ادلب، وشهدت مناطق ريف حلب الجنوبي والراشدين والبحوث العلمية في الضواحي الغربية لحلب، مساء الأحد الماضي، قصفاً مكثفاً بالمدفعية والصواريخ، كمت شارك الطيران الحربي، للمرة الأولى منذ زمن طويل، بقصف قرى وبلدات ريف ادلب الجنوبي، مستهدفاً سكيك والتمانعة وأم جلال.
والدوريات المشتركة التركية-الروسية، والتي تضغط روسيا للبدء في تسييرها هي بند في اتفاق “المنطقة العازلة” وشرط لازم لانشائها، وكان مفترضاً البدء بتنفيذها بعد إخلاء المنطقة من السلاح الثقيل والتنظيمات المتطرفة، وهي إجراء أمني ضروري قبل فتح الطرق الدولية.
ويحق للدوريات المشتركة تفتيش أي موقع في محيط ادلب ضمن مناطق المعارضة السورية بعمق 15 كيلومتراً، الأمر الذي أثار مخاوف المعارضة السورية والذي أكدت أن الدوريات تهدف إلى جعل المنطقة خاضعة لنفوذ نظام الأسد.
وكانت “الجبهة الوطنية للتحرير”، قد رفضت السماح للدوريات المشتركة بعد الإعلان عن بنود الاتفاق مباشرة، وأكدت حينها بأنها ستطلب من تركيا الضغط على روسيا لتعديل هذا البند، كما أن “هيئة تحرير الشام” لمّحت حينها إلى أنها لن تسمح بدخول أي دوريات مشتركة، أو حتى تركية من جانب واحد، حيث أن “تحرير الشام” لم تنسحب حتى اللحظة من مواقعها، كما كان مطلوباً منها، بحسب الاتفاق.
وحالياً تحاول تركيا إقناع روسيا بأن يقوم الجيش التركي فقط بمهمة التفتيش والمراقبة في المنطقة العازلة، ولكن روسيا لم تقبل حتى الآن بالمقترح التركي.
وتدفع روسيا قوات الأسد إلى مزيد من التصعيد والقصف، حيث أن روسيا لا تريد إعطاء المزيد من الوقت للمعارضة السورية التي تسعى إلى ترتيب صفوفها في إدارة عسكرية بحيث لا تكون في واجهتها “هيئة تحرير الشام”.