صحيفةٌ أمريكيّةٌ: السعوديةُ ونظامُ الأسدِ يقتربانِ من عقدِ اتفاقِ التطبيعِ
قالت صحيفةُ وول ستريت جورنال الأميركية، إنَّ السعوديةَ ونظامَ الأسد يقتربان من عقدِ اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما بعدَ مفاوضاتٍ تتعلّق بملفِّ المعتقلين السعوديين لدى النظامِ كانت روسيا قد توسّطتْ فيه.
وذكرت الصحيفة في تقريرٍ لها، قبل أيام، أنَّ هناك العديد من الملفّاتِ الموضوعةِ على طاولة المفاوضات بين النظام والسعودية، بعد مؤشّراتِ حول استئناف العلاقات التي بقيت لـ12 عاماً مقتصرةً على الجانب القنصلي.
ونقلت الصحيفةُ الأمريكيةُ عن مستشارينَ في نظام الأسد لم تسمِّهم، قولَهم إنَّ الرياض تريد حلَّ ملفٍّ المعتقلين السعوديين الذين تمَّ أسرُهم بعد انضمامِهم إلى “جماعات جهادية” متورّطةٍ في الحرب بسوريا.
وقال مسؤولون سعوديون وسوريون إنَّ مفاوضين يهدفون إلى إبرام اتفاقٍ قبل زيارةٍ محتمَلةٍ لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق بعد عطلةِ عيدِ الفطر في أواخر نيسان، لكنَّهم حذّروا من أنَّ المفاوضاتِ قد تنهار.
كما ذكر مسؤولون من السعودية وسوريا ودولٍ عربيّةٍ أخرى أنَّ الحكومةَ الروسية توسّطت في اتفاقٍ مبدئي بين الطرفين عندما زار الأسدُ موسكو الأسبوعَ الماضي.
ووفقَ الصحيفة، فإنَّه إذا تمَّ التوصّلُ إلى اتفاقٍ رسمي، فإنّ التصويتَ على إعادةِ دمجِ النظام في المنطقة وإعادةِ إعمار سوريا، سيكون على جدول أعمالِ القمّةِ العربيةِ المقبلةِ المتوقّعة في أيار المقبلِ في السعودية.
إلا أنَّ لذلك التقاربِ أبعاداً إقليمية ودولية، فبحسب فابريس بالانش، الأستاذِ المساعدِ المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة ليون 2 في فرنسا: “بعد الاتفاقيةِ السعودية الإيرانية، والآن بعد التقاربِ المحتملِ بين سوريا والمملكةِ، أصبحت الولاياتُ المتحدةُ مهمّشةً دبلوماسياً بشكلٍ متزايد.. دولُ الشرق الأوسط تصنع السلامَ بدون واشنطن”.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا تجنّبتْ السعوديةُ الانحيازَ لأيِّ طرفٍ وحاولت استخدامَ ورقة الحربِ كفرصةٍ لصياغة سياسةٍ خارجية مستقلة تعزّز مكانتها كأكبر مصدّرٍ للنفط في العالم
ويأتي هذا التقاربُ بين النظام والسعودية بعد اتفاقٍ سابق مع إيران توسّطتْ فيه الصين، في حين تعزّز الوساطةُ الروسية الجارية بين الطرفين وجودَ موسكو في الشرق الأوسط، وهو ما يعني أنَّ نفوذَ واشنطن آخذٌ بالانحسار، وفق الصحيفة.
بالمقابل، كانت واشنطن حليفةَ الرياض تعارضُ في كلِّ مرّةٍ تحرّكات دولِ المنطقة لتطبيع العلاقات مع الأسد، مؤكّدةً أنَّ نظامَه وحشيٌّ وأنَّ هناك حاجةً لحلٍّ سياسي.