قادةُ ميليشيا “الحرسِ الثوري” يغادرونَ شرقَ سوريا إلى العراقِ

بدأ قادةُ الصفِ الأول في ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني في سوريا بالبحث عن الأمان خارجَ البلاد، وسط إحساسٍ عام بأنَّ الأراضي السورية لم تعد ملاذاً آمناً في هذه المرحلة، لا سيما مع تصاعدِ الاشتباكات مع قواعدِ التحالف الدولي خلال الشهرِ الجاري. 

هذا الاحساسُ دفعَ قسماً كبيراً من قادة هذه الميليشيات إلى البحث عن مكان أكثرَ أمناً واستقراراً، وهو ما وجدوه حالياً في المدن العراقية المحاذيةِ للحدود السورية، وعلى رأسها مدينةُ القائم. 

وتشمل خطّةُ المغادرة نحو العراق على الأقل قادةَ الصف الأول للميليشيات الإيرانية العاملةِ في الشرق السوري، حيث غادرَ قسمٌ من هؤلاء، فإنَّ القسم الآخر يتحضّر للمغادرة في أسرع وقتٍ. 

وبرز اسمُ “الحاج عسكر”، قائدِ ميليشيا “الحرس الثوري” في مدينة البوكمال من بين القادةِ الذين غادروا الشرق السوري، حيث اتّجه نحو مدينة القائم العراقية واتّخذ فيها مقرّاً لنشاطه وسطَ معلومات بأنَّه شدّد الإجراءات الأمنيّة حول نفسه، ممتنعاً عن ركوب أيِّ سيارة عسكرية ومفضلاً التنقلَ بسيارات مدنيّة، كما أصبح حريصاً على عدم الإفصاح عن أيِّ جولاتٍ يقوم بها للمحيطين به، وعلى عدم استخدام هاتفٍ محمول أو أيِّ جهاز اتصال لاسلكي.

كذلك، خلت المربعاتُ الأمنيّة في مدينة البوكمال خصوصاً، ودير الزور عموماً، والتي كانت مركزَ ثقلِ قيادةِ ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني من جميع قادةِ الصف الأول، وِفق صحيفةِ النهار اللبنانية.

أبرزُ هذه المربعات الأمنية في حيي الهجانة والجمعيات في البوكمال،  وحي فيلات البلدية والضاحية في ديرالزور، والمربع الأمني في حي التمو والحجاج بمدينة الميادين، وسط معلوماتٍ تفيد بأنَّ قيادةَ “الحرس الثوري” قرّرت في هذه المرحلة الاعتمادَ على قادة الصف الثاني من حملة الجنسية السورية لقيادة الميليشياتِ في المنطقة، لتجنيب القادةِ الإيرانيين مخاطرَ الاستهداف المحتمل.

وجاء إخلاءُ المنطقة الشرقية من قادة الصفِ الأول لميليشيا “الحرس الثوري” تزامناً مع تصاعدِ المواجهات العسكرية بين قوات “التحالف الدولي” من جهة، والميليشياتِ الإيرانية من جهة أخرى، على خلفية التصعيدِ العسكري في لبنان وغزّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى