مواجهاتٌ بينَ الميليشياتِ الطائفيّةِ شمالَ حلبَ بسببِ فتوى دينيّةٍ
أفادت مصادر إعلامية, عن اندلاع مواجهات عنيفة بين ميليشيات مدعومة من إيران داخل بلدتي نُبُّل والزهراء الشيعيتين بريف حلب الشمالي، وذلك على وقع فتوىً تحريضية أصدرها أحدُ مُفتيي ميليشيا حزب الله، حرّض خلالها الشيعة الأجانب على نهب أموال السوريين وسرقتها والاستيلاء عليها تحت مسمى (دعم المجاهدين والمقاتلين)، وهو ما أثار موجة غضب كبيرة تحوّلت لاحقاً لاشتباكات عنيفة بين الأطراف المسيطرة هناك.
وبحسب موقع أورينت نت نقلاً عن مصادره, فإنَّ: “أحدَ مُعمّمي ميليشيا حزب الله اللبناني يدعى (أبو العباس)، أصدر فتوى خلال خطبة يوم الجمعة الماضية التي ألقاها داخل المسجد الكبير في مدينة نبل، أباح بموجبها لعناصر الميليشيات الإيرانية والمرتزقة الأجانب الاستيلاء على جميع الأملاك التي تطالها أيديهم أو التي تخلو من أصحابها تحت مسمى (دعم الجهاد والمجاهدين)، وكان الأمرُ طبيعياً لحين قوله (ولو كانت تلك الأملاك تخصُّ الشيعة)، لتسودَ المسجد حالة من الضوضاء بسبب الانتقادات الموجّهة له”.
وبعد التوتّر الذي ساد، أعاد المعمّم المذكور شرح مقولته خلال جلسة دينية مع أئمة شيعة آخرين، الأمر الذي أدّى لتفجّرِ الموقف أكثرَ فأكثر، حيث قامت مجموعات تابعة لميليشيا لواء القدس وما يعرف بفصيل (قوات نبل الرديفة) الذي كان فيما مضى تابعاً للدفاع الوطني بالانتشار في نبل، وحذّرت تلك المجموعات أيّ عنصرٍ أجنبي من الاقترب من أملاكِ أيِّ (شيعي) في القرية، مشيرةً إلى أنّ هذه الخطوة تأتي بهدف منعِ الميليشيات من الاستيلاء على بعض المنازل الفارغة التي تركها أصحابها في البلدة.
وأكَّدت المصادر أنّه وبعد جدالٍ لم يدمْ أكثرَ من نصف ساعة، أطلق عنصر من ميليشيا فاطميون النارَ على سيارة تابعة لـ (لواء القدس)، وهو ما ردّ عليه الأخير بوابل من الرصاص من رشاشات متوسطة وثقيلة، لتنضمَّ إليها بعد ذلك قوات من الدفاع الوطني ومجموعات من فلولِ (حزب الله السوري)، فيما تكتّلت ميليشيات إيران الأفغانية والعراقية التي يُساندها حزبُ الله اللبناني، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن سقوط قتيلين من لواء القدس وحلفائه، فيما سقط أربعةُ قتلى من الميليشيات الإيرانية.
وأضافت مصادر صحفيّة من داخل نُبّل لأورينت: “دامت الاشتباكات نحو نصفِ ساعة، استخدمت فيها الرشاشات المتوسطة والثقيلة والقنابل اليدوية، وشملت غالبية أحياءِ نُبُّل والزهراء التي أصبحت مناطق عسكرية بالكامل، قبل أنْ تتدخّل قواتٌ من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وتسيطر على الموقف عبرَ نشرِ آليات ومدرّعات ثقيلة، واعتقال عددٍ من القادة المشاركين في الاشتباكات.
وسبق أنْ قامت ميليشيات إيران بقتل المدعو (علي هلال بلوة)، وهو أحدُ الموالين والشبيحة في نُبًُل وقام بتوزيع الحلوى عند سقوط مدن ريف حلب بيدَ الإيرانيين، إلا أنَّه لقيَ مصرعَه عندما حاول منعَ (المُعفِّشين) من سرقة محتويات معمله قربَ مدينة حيان، ومع أوّل ممانعةٍ له تلقَّى رصاصة في رأسه أردته قتيلاً.