ميليشياتُ الحشدِ الشعبي تخطفُ وتقتلُ عدداً من المدنيينَ في مدينةِ تكريتَ
عثرت القواتُ الأمنية العراقية على تسعِ جثثٍ لمدنيين تمّ اختطافهم في منطقة عزيز بلدٍ على خلفية اضطرابات أمنية بجنوب مدينة تكريت شمالي العراق.
وقالت مصادر أمنية إنّ عناصر بمنظمة “عصائب أهل الحق”، المنضوية تحت قوات الحشد الشعبي، قامت الليلة الماضية باختطاف 13 مدنياً بعد اضطرابات شهدتها منطقة عزيز بلد.
وأشارت المصادر إلى أنّه تمّ اليوم العثور على تسعِ جثثٍ من المختطفين، وعليها آثار إطلاق نارٍ، ولا يزال مصير الأربعة الباقين مجهولاً.
في السياق، اتهم المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب (مستقل)، السبت، مقاتلي فصيل “عصائب أهل الحق” بقتل 12 مدنياً بمحافظة صلاح الدين شمالي البلاد.
جاء ذلك في بيانٍ نشرَه المركزُ الحقوقي، المهتم بجرائم الحرب وحقوق الإنسان، عبْرَ صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”.
وأفاد المركز: “مصدر أبلغنا أنّ ميليشيا مسلحة تنتمي إلى عصائب أهل الحق قتلت 12 مدنياً بينهم 4 أطفال بحملة دهمٍ فجر السبت، في قضاء بلد جنوبي صلاح الدين”.
وأضاف أنّ “المغدورين هم من أبناء عشيرة الرفيعات وعشيرة الجيسات”.
ولم يذكر المركز في بيانه طبيعة المصدر، فيما لم يصدرْ تعليقٌ فوريٌّ من السلطات العراقية، أو العصائب حول الموضوع.
وتُعدُّ “عصائبُ أهلِ الحقِّ” من أبرز الفصائل الشيعية العراقية المسلّحة المقرّبة من إيران، بزعامة قيس الخزعلي.
وفي وقتٍ لاحقٍ أمس السبت نفى فصيل “عصائب أهل الحق”، مسؤوليته عن قتل 12 شخصاً بعد اختطافهم شمالي البلاد.
وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال المتحدّث باسم الفصيل جواد الطليباوي، إنّ “منطقة الفرحاتية التي وقعت فيها الحادثة بمحافظة صلاح الدين، ليست من مسؤولية عصائب أهل الحق من الناحية الأمنية، ولا وجود لعناصرنا بالمنطقة”.
وأضاف الطليباوي: “الاتهامات التي صدرت باطلة، ويُراد منها خلط الأوراق، ونحن ننتظر نتائج التحقيقات بالحادثة”.
من جهته، قال محافظ صلاح الدين عمار جبر، في تصريح متلفز لفضائية “دجلة” المحلية، إنّ “قوة ترتدي زيّاً عسكريّاً (لم يذكرْ هويتَها) هي من ارتكبت الجريمة”.
وشدّد جبر، على أنّ “مهمة مسك (حماية) الأرض يجب أنْ تنحصرَ بيد قوات الشرطة”.
ولفت إلى أنّ 8 من الضحايا هم من رجال الشرطة.
بدوره، طالب عضو البرلمان عن محافظة صلاح الدين، قتيبة الجبوري، رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي، بسحبِ “الميليشيات” من المناطق المحرّرة من “داعش”.
وقال الجبوري في بيانٍ، إنّ “الميليشيات المنفلتة (لم يحدّدها) تأبى أنْ يعمَّ السلام والاستقرار بالمناطق التي ذاقت الويلات في فترة الاحتلال الداعشي، فتقوم بخطفِ وقتل الأهالي بشكلٍ عبثي دون أيّةِ محاسبة من القوات الحكومية”.
وفي وقت سابق أمس السبت، أمر الكاظمي، بإحالة قوات الأمن المسؤولة عن المنطقة التي حدثت فيها “مجزرة صلاح الدين” إلى التحقيق بسبب تقصيرهم في حماية المدنيين.
وأكّد الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، على العمل الفوري للتحقيق بحادثة بلدٍ في محافظة صلاح الدين.