“ناشيونال إنترست”: تجاهلُ أمريكا لفظائعِ الأسدِ في سوريا تركَ ثمناً باهظاً
ذكر موقعُ “ناشيونال إنترست”، في مقال للكاتبة آن بيرس أنَّ قصةَ الثورة السورية ضدَّ الطغيان ملهمةٌ بقدر ما هي مأساوية، مشيراً إلى أنَّ ردودَ الفعل الأمريكية والدولية على فظائع رأسِ نظام الأسد والحربِ الكارثية في سوريا تفتقر إلى الحكمة بقدرِ ما كان لها عواقبُ.
وقالت بيرس في المقال، “إذا نظرنا إلى الكيفيّة التي سار بها العقدُ الماضي بشكلٍ خاطئ للغاية بالنسبة للشعب السوري، مع استمرار المعاناة تلو الأخرى، فإنَّنا نرى الحاجةَ الملحّةَ إلى المزيد من السياسة الخارجيةِ الأمريكية الحكيمة القائمةِ على المبادئ”.
وأضافت، “نحن نرى أنَّ ما يحدث في سوريا لا يبقى في سوريا”، وأنَّه حتى في هذا الوقت المتأخّر، هناك حاجةٌ لنهج جديد سليم تجاه سوريا والمنطقة”.
وتقول الكاتبة إنَّ “حقيقةَ نجاحِ الأسد وحلفائه روسيا وإيران وحزبِ الله في إبقاء نظام الأسد البغيضِ في السلطة من خلال الحرب القاسية والجرائم ضدَّ الإنسانية، وأنَّ العالمَ لم يفعل الكثير لمنعهم، تشكّلُ سابقةً يتردّد صداها اليوم”.
وتضيف أنَّه “في فظائع الإبادة الجماعية التي شهدتها حربُ روسيا على أوكرانيا، وهجومُ حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، هناك أصداءٌ للفظائع التي ارتكبها الأسديون ضدَّ السوريين”. دون أنْ تذكر أيَّ شيء عن قتلِ الاحتلال أكثرَ من 22,000 فلسطيني على مدى ثلاثة أشهر، وِفق موقع “عربي 21”.
وأشارت إلى أنَّه “عندما اندلعت الاحتجاجاتُ السلمية المؤيّدةُ للديمقراطية في أوائل عام 2011، قام نظامُ الأسد باعتقال وتعذيب المراهقين، وعندما تزايدت الاحتجاجاتُ، أطلق النظام النارَ على المتظاهرين. وبينما أدّت وحشيةُ الدولة إلى تأجيج الثورة وحملِ الثوار السلاحَ، نشرَ الأسدُ الدباباتِ، والمروحيات الهجومية، والطائرات المقاتلة، وفي نهاية المطاف، “البراميلَ المتفجّرة” وفرضَ “حصار المجاعة” ضدَّ الثوار والمدنيين على حدِّ سواء”.
وشدّدت بيرس على أنَّ “تخليَ الولايات المتحدة والأمم المتحدة وأوروبا والعالم العربي عن سوريا كان بمثابة ضربةٍ كبيرةٍ للمعايير الدولية والمبادئ الديمقراطية.
وأشارت إلى أنَّ الردعَ الضعيف الذي يمارسه الغربُ، والعقوباتِ الواهيةَ التي يفرضها على المعتدين، واستعدادَه للتغاضي عن حقوق الإنسان، لم يشترِ الراحةَ التي طال انتظارُها في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.
واختتمت مقالها بالقول إنَّ “سياسةً جديدةّ في التعامل مع سوريا تتّسمُ بالوضوح الأخلاقي والاستراتيجي، من شأنها أنْ يتردّد صداها بشكلٍ إيجابي في المنطقة وأنْ تعملَ على تحسين قدرةِ أمريكا على ردعِ خصومها”.