أزمةُ تسمّمٍ نتيجةَ تلوّثِ المياهِ تتفاقمُ في وادي بردى

تفاقمت أزمة حالات التسمم الناجمة عن تلوّث مياه الشرب الرئيسية في منطقة وادي بردى بريف دمشق، مع تسجيل حالات جديدة لدى سكان قريتي الأشرفية وجديدة الشيباني.

قالت مصادر إعلامية محلية إنّ أكثر من 75 مدني من أهالي منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي، أصيبوا خلال الأسبوعين الفائتين، بحالات تسمم ناجمة عن تلوّث مياه الشرب في المنطقة.

ولفتت المصادر إلى أنّ تفاقم مشكلة تلوّث مياه الشرب في منطقتي أشرفية الوادي وجديدة الوادي مؤخّراً، ما تسبّب بتضرّر أكثر من 500 شخص بينهم 225 طفلاً، وما يُقارب 125 من النساء، وسط غياب الإجراءات الوقائية من قبل مؤسسات نظام الأسد المعنية.

و نوّهت إلى أنّ مشكلة تلوث مياه الشرب في وادي بردى ناجمة عن تسرّب مياه الصرف الصحي إلى الآبار الاحتياطية التي تعتمد عليها محافظة ريف دمشق في جرّ المياه إلى المنطقة، مشيرةً إلى أنّ الأضرار التي أصابت شبكة المياه خلال السنوات الفائتة، ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تلوّث مياه الآبار، حيث سمحت لمياه الأمطار والسيول بالوصول إلى مياه الشرب أثناء جرّها إلى منازل القاطنين.

وأكّدت المصادر أنّ الإجراءات المتّخذة من قبل المجلس البلدي في أشرفية الوادي اقتصرت على إصلاح أجزاء بسيطة من شبكة جرّ المياه، في حين صرفت نظرها عن ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية لاستبدال الشبكات المتضرّرة بشكلٍ كاملٍ.

وبحسب المصادر فإنّ أكثر من 25 آخرين من أهالي قرية سوق وادي بردى أصيبوا بحالات تسمم خلال الأيام القليلة الماضية، نتيجة تلوّث مياه الشرب الواصلة إلى منازلهم عبر شبكات المياه الرئيسية في المنطقة.

وأكّدت تقارير مديرية صحة ريف دمشق التابعة لنظام الأسد أنّ الأسباب هي نتيجة تلوّث مياه الشرب، وفق تحاليل مخبرية نشرتها وسائل الإعلام الرسمية لنظام الأسد، بينما تنفي مؤسسة مياه دمشق تلك الأسباب.

وتخضع قرى وادي بردى بالريف الغربي الشمالي لدمشق، لسيطرة نظام الأسد منذ مطلع عام 2017، ويمرّ بالمنطقة نهر بردى القادم من منطقة الزبداني، وتعتبر منطقة سياحية وغنية بالمياه الجوفية العذبة والمصدر الأول لمدينة دمشق.

وتفتقر قرى الوادي (14 قرية) لمياه الشرب المحلية العذبة رغم وجود أكبر الينابيع في المنطقة “نبع الفيجة” و”نبع بردى”، بعد إجراءات من مؤسسة مياه دمشق التابعة تمثلت بتحويل جميع المياه إلى مركز مدينة دمشق عبر أنفاق مائية، لتبقى معظم القرى تتغذّى عبر آبار جوفية.

وارتفعت أسعار مياه الشرب في منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي، ليبلغَ سعرُ البرميل الواحد “ألف ليرة سورية” بعد أنْ باتت السبيل الوحيد أمامهم لتأمين مياه صالحة للشرب، في ظلّ أزمة تلوّث المياه التي يعاني منها قاطنو المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى