أطباءُ بلا حدودٍ تحذّرُ من وضعٍ كارثيٍّ في مخيّمِ الهولِ
قالت منظمةُ أطباءَ بلا حدود في تقرير إنَّ الوضعَ الكارثي خلال ظروف الاعتقال طويل الأمد لأكثرَ من 50 ألفَ شخصٍ، غالبيتُهم من الأطفال في مخيّم الهول شمالَ شرق سوريا.
حيث قالت المنظمة في تقريرها تحت عنوان “بينَ نارين: خطرٌ ويأسٌ في مخيّم الهول السوري”، مشيرةً إلى سوء إدارة المخيّم من قِبل ميليشيا قسد، إذ أوضح مديرُ عمليات منظّمة أطباء بلا حدود في سوريا، مارتن فلوكسترا: إنَّ “الهول هو سجن ضخمٌ في الهواء الطلق.. لقد رأينا وسمعنا العديدَ من القصص المأساوية في المخيّم، بما في ذلك الأطفال الذين يموتون نتيجةَ التأخير المطولِ في الحصول على الرعاية الطبيّة العاجلة.
وبحسب تقريرِ المنظمة، فقد توفيَ 79 طفلاً في مخيّم الهول بسوريا خلال العام الماضي، وكان 35% ممن ماتوا في المخيّم من الأطفال دون سنّ 16 عاماً.
ونقلت المنظمة عن أحدِ قاطني المخيّم قوله، لا يوجد أمانٌ هنا، لا نشعر بالأمان، لدي ثلاثةُ أولاد، وأنا قلقٌ دائماً لأنَّنا لا نعرف من يقوم بعمليات القتل أو متى ستحدث، قبلَ ثلاث سنوات، ذهب أحدُ أبنائي إلى السوق ولم يعدْ أبداً”.
وبحسب تقرير المنظمة، يقطن في المخيّم حوالي 53 ألفاً، منهم حوالي 11 ألفاً من الرعايا الأجانب، وهناك ما يقرب من 60 دولةً لديها مواطنون في مخيّم الهول ومراكزِ احتجازٍ أخرى ذات صلة في سوريا، منها المملكة المتحدة وأستراليا والصين وإسبانيا وفرنسا وسويسرا وطاجيكستان وتركيا والسويد وماليزيا.
وأكّد أنَّه “كلما طالت مدّةُ بقاءِ الناس في الهول، ازداد الأمرُ سوءاً، ما يترك جيلاً جديداً عرضةً للاستغلال وبدون أيّ احتمال لطفولة خاليةٍ من العنف”.
وكانت ميليشيا “قسد” قد أطلقت بدعم من التحالف الدولي ما قالت إنّه حملةٌ أمنيّة في مخيم الهول في وقتٍ سابق من العام الجاري، اعتقلت خلالها العشرات من قاطني المخيم بتهمة أنَّهم خلايا لتنظيم داعش، وهدّمت عشرات الخيمِ بهدف فصلِ قطاعات المخيم عن بعضها لتسهيل مراقبته.