أنورُ البني: يوضّحُ أهميةَ تقريرَ حظرَ الأسلحةَ الكيميائيةِ
بينما يواصل نظام الأسد مستغلاً وباءَ كورونا المستجِد، إعادةَ نفسه إلى العالم من نافذة سحبِ العقوبات الدولية المفروضة عليه بسببِ ما ارتكبه بحقّ السوريين خلال السنوات الماضية، أصدرت لجنة التحقيق الدولية التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقريرَها الذي خلصَ إلى تحميل الأسد مسؤولية ثلاث هجمات كيماوية في حماة عام 2017، وهو ما يعدّ ضربة “قاصمة” وكبحاً لعجلات التدوير التي يحرّكها الأخير بمساعدة داعميه (روسيا والصين).
وقد جاء في التقرير أنّ قوات الأسد استهدفت مدينة اللطامنة شمال غرب حماة في 24 و25 و30 آذار/ مارس 2017، مشيراً إلى أنّ قرار الهجوم بالسارين والكلور السامّين ما كان ليتمّ إلا بناءً على أوامر السلطات العليا للقيادة العسكرية في نظام الأسد
.
أوضح المحامي ورئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانوينة، أنور البني أنّ تقرير لجنة التحقيق الأممية الذي أدانَ قوات نظام الأسد باستخدام السلاح الكيماوي في حماة 3 مرّات، يُعدّ بداية الغيث بالنسبة للسوريين، حيث أنّه سيكون نقطة فاصلة في حياة نظام الأسد، ونقطة تحوّل في موقفِ العالم منه.
وفي حين أكّد أنّ تقرير المنظمة يُعدّ إدانة سياسية مبرمة ضدّ الأسد، ويقطع الطريق أمام أيِّ محاولة لتعويمه، علاوة عن كونه أداة اتّهام قضائية مستقبلاً، شدّد البني على أنّ العالم لن يتهاونَ مع مستخدمي السلاح الكيماوي لأنّ ذلك معناه “منح المجرمين ضوءاً أخضراً لاستخدامها ببساطة على نحو واسع وهذا يعني تهديداً للعالم كلّه. لذلك لن يكون هناك أيِّ تهاون أو تسامحٍ من المجرمين الذين يستخدمون هذا السلاح”.
ماذا عن الدور الروسي؟
ومع وجود حقّ النقض (فيتو) الذي لطالما رفعته روسيا لصالح النظام في مجلس الأمن الدولي (14 مرّة منها نحو 6 مرّات ضدّ قرارات تتعلّق باستخدامه الكيماوي)، قال البني إنّه قد يتعذّر إحالة ملفِّ سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية بسبب الفيتو.
وأضاف: “لكنّ فيتو داعمي الأسد عاجزٌ عن منع دول العالم من اتّخاذ إجراءات ضدّ النظام، مشيراً إلى أنّ كلِّ المساعي لتعويم النظام انتهت الآن”.
كما علّقت الولايات المتّحدة الأمريكية على تقرير المنظمة اليوم بالقول إنّ ما خلصت إليه المنظمة في سوريا يأتي من ضمن أحدث الأدلّة على استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي في هجماته.
ولفت الوزير إلى أنّ بلاده تتّفق مع استنتاجات وتقييمات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بأنّ الأسد يحتفظ بما يكفي من كيماويات وخبرات لتطوير أسلحة كيميائية جديدة.
الجدير بالذكر أنّ الأسد استغلّ جائحة كورونا العالمية، ليطالبَ بدعم روسي ـ صيني الأسبوع الماضي برفع العقوبات التي تستهدفه أمريكياً وأوربياً، إلّا أنّ مساعيه في الأمم المتحدة بقيت حبراً على ورق، وفقاً لما أشارت إليه تصريحات وزارة الخارجية والمغتربين لدى النظام أمس، حيث قالت إنّ التحرّكات من قِبَلِ الاتحاد الأوربي في هذا الشأن “لا ترقى إلى مستوى العمل الحقيقي لرفع هذه العقوبات”.