أهالي درعا يناشدونَ المجتمعَ الدولي: 50 ألفَ مدنيٍّ مهدّدون بالإبادةِ الجماعيّةِ بسببِ تمسكّهم بأرضِهم
ناشدت فعاليات مدنيّة في درعا المجتمع الدولي والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا للتدخل السريع لإنقاذ المدنيين المهدّدين بالتشريد من قِبل نظامِ الأسد.
وفي بيانٍ صدر أمس الجمعة 3 أيلول، ناشد أهالي وفعالياتُ مدينة درعا، الأمينَ العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيرش”، والمبعوث الخاص لها “غير بيدرسون”، ووزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وسفراء دول أصدقاء سوريا، بالتدخّل السريع لإنقاذ حياة الأهالي في المنطقة.
ووجّه البيان رسالة للأطراف المذكورة، لقد تابعنا تصريحاتِكم وتحذيراتكم وقلقكم الذي عبّرتم عنه إزاء ما يعانيه المدنيون في درعا والجنوب السوري.
مشدّداً عن ضرورة إنقاذ أكثرَ من 50 ألفَ إنسانٍ من المدنيين، المهدّدين بإبادة جماعية بعد الحصار القاسي الذي فرضه نظام الأسد على درعا منذ 75 يوماً.
وذلك في ظلِّ الهجمات العسكرية الهمجية والقصف المدفعي العشوائي على منازل وأحياء المدنيين بمشاركة من الميليشيات الإيرانية التي تهدفُ إلى فرضِ سيطرة إيران على الجنوب السوري.
ولفت الأهالي في بيانهم أنَّ تعنّت نظام الأسد، وإصرارَه على إخضاع المواطنين بالقوة والعنف، وتهديدَه بالتهجير القسري لكلِّ من يطالب بحقِّه، وفقَ مضمون الاتفاقية التي تمَّ عقدُها برعاية روسية عام 2018، مما جعل المفاوضات تصل إلى طريق مسدود.
وأشاروا إلى تصاعدِ التهديدات من قِبل نظام الأسد الآن، باقتحام أحياء درعا، وهذا يعني وقوعَ إبادة جماعية لسكان درعا الذين يصرُّون على حقّهم في التمسّك بأرضهم، وعدمِ الاستسلام والخضوع لنظام الأسد الطائفي والقوى الإيرانية التي تشاركه الهجوم والقتل.
مؤكّدين أنَّ سكان درعا شهدوا كما شهد السوريون جميعاً ما سبق أنْ ارتكبته هذه القوى الغاشمة من مجازر مرعبة، وجرائمَ إبادة جماعيّة.
ووفق البيان، فإنَّ “ما يجعل المواطنين السوريين في حالة من الخوف وافتقاد الثقة بكلِّ القيم والمبادئ الإنسانية التي تجسّدها أدبيات حقوق الإنسان والقوانين الدولية، هو الصمت أمام هذا السلوك الإجرامي، وإظهار العجز الدولي عن إنهاء هذه الفواجع”.
وأعرب الأهالي والفعاليات عن أملهم في أنْ تجدَ مناشدتهم هذه استجابة سريعة وحازمةً قبل أنْ تشهد البشرية فاجعة مأسوية أخرى في سوريا، وأعربوا أيضاً عن أملهم في حثّ روسيا على الحفاظ على اتفاقية 2018 بوصفها ضامناً، وطالبوا روسيا بمنع نظام الأسد وإيران من هجومِهم على المدينة.
وأعلن الناطق الرسمي باسم لجنة التفاوض “عدنان المسالمة” في تصريح لـ”تجمع أحرار حوران”، الوصول إلى طريق مسدودٍ في مفاوضاته مع اللجنة الأمنيّة التابعة لنظام الأسد والجانب الروسي سببُه التيار الإيراني، مشيراً أنَّ اللجنة طالبت بتأمين طريق آمنٍ لنقل الأهالي من المناطق المحاصرة إلى الأردن أو تركيا.
يُشار إلى أنَّ لجنة التفاوض أعلنت في 1 أيلول الجاري، التوصّل لاتفاق مع نظام الأسد والجانب الروسي يقضي بدخول دوريات تابعة للشرطة الروسية إلى درعا البلد.
بالإضافة لفتح مركز لتسوية أوضاع المطلوبين وأسلحتهم، ونشرِ أربعة نقاط أمنيّة، ومعاينةِ هويات المتواجدين في المنطقة، وإعادةِ مخفر الشرطة إليها.
وذلك مقابل الوقف الفوري لإطلاق النار، وفكّ الطوق عن محيطها، وإدخال الخدمات إليها، فضلاً عن إطلاق سراح المعتقلين وبيانِ مصير المفقودين.